أوضح علي خالبي، رئيس وحدة أسواق الأسهم في “إي إف جي هيرميس” (EFG Hermes)، أنهم شهدوا نشاطاً مكثفاً في ما يتعلق بتقديم أفكار واقتراحات لصفقات بهدف وضع خطة النصف الثاني من السنة الجارية، والذي يبدو أنه سيكون نشيطاً للغاية بالنسبة لنا، كما يزال مشهد الطلب قوياً بصفة أساسية لأن عوامل الاقتصاد الكلي تبقى بناءة بشدة.
منطقة الخليج
يتوقع خالبي أن تعمل شركته على 5 عمليات إدراج في السعودية مع حلول نهاية العام الحالي، بينما يجري الإعداد لاكتتابين عامين على الأقل في عُمان.
وأضاف رئيس وحدة أسواق الأسهم، أن زخم صفقات الاكتتاب العام في الإمارات العربية المتحدة سيستمر أيضاً، وستكون غالبيتها بقيادة القطاع الخاص، عدا صفقة حكومية واحدة من دبي وأخرى من أبوظبي.
وتابع أن شركات التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والتمويل الاستهلاكي من المرجح أن تطرح أسهمها للاكتتاب العام عبر كافة أنحاء المنطقة، دون أن يذكر أي شركات محددة.
وأشار إلى أن قيمة صفقات القطاع الخاص ستتراوح على الأرجح ما بين 300 مليون دولار و500 مليون دولار، في حين ستكون عمليات الإدراج الحكومية أكبر حجماً.
ويتوقع أيضاً خالبي المزيد من عمليات الطرح الثانوية بعد الصفقات الأخيرة التي قامت بها شركة أرامكو السعودية وشركة أدنوك للحفر.
وتأتي تصريحات خالبي بعد بضعة أعوام من الزخم الهائل لأنشطة الطروحات الأولية بأسواق الأسهم، وزاد إقبال المستثمرين المحليين مع ارتفاع إيرادات النفط التي تدعم المنطقة، في حين أن جهود الخليج للحد من الاعتماد على قطاع الطاقة، أدت إلى تشجيع الحكومات للشركات على طرح أسهمها للاكتتاب العام لدعم أسواق رأس المال لديها.
“هيرميس” في الصدارة
تربع بنك “إي إف جي هيرميس”، الذراع المصرفية الاستثمارية لشركة “إي إف جي القابضة”، على عرش ترتيب نشاط الاكتتابات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنة الجارية، بحسب بيانات جدول الترتيب التي جمعتها بلومبرغ.
وتملك الشركة المصرية حصة سوقية 10% في ترتيب البنوك التي تنظم عمليات الاكتتاب العام ومبيعات الأسهم الثانوية، إذ تتفوق على عمالقة وول ستريت مثل “جيه بي مورغان تشيس أند كو” وتجاوزت بنك “إتش إس بي سي هولدينغز” الذي تصدر القائمة خلال 2022 و2023.
كما قدمت شركة “إي إف جي هيرميس” خدمات استشارية لعملية الاكتتاب العام لشركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه، أكبر اكتتاب أولي في السعودية حتى الآن خلال 2024، علاوة على إدراج شركة مياهنا لمعالجة المياه ومقرها الرياض.
كما لعبت أيضاً “إي إف جي هيرميس” دوراً في الطرح الثانوي لشركة أرامكو بقيمة 11.2 مليار دولار، كما كانت منسقة عالمية مشتركة بجانب كونها متعهدة مشتركة لاكتتاب في عملية بيع ثانوية لأسهم شركة أدنوك للحفر بقيمة 935 مليون دولار.
وحققت الطروح العامة الأولية بمنطقة الخليج نجاحاً إلى حد كبير، إذ صعدت أسهم الإمارات والسعودية المدرجة بين 2021 و2024 بنسبة 44% منذ طرحها للتداول العام، رغم ذلك، حقق بعضها أداء ضعيفاً.
ويجري تداول أسهم شركة ألف للتعليم القابضة بين الشركات التي أسهمت في طرحها “إي إف جي هيرميس” بأقل من سعر الطرح الأولي بنسبة 13%، بينما لم يطرأ أي تغيير يذكر على سلسلة المتاجر الكبرى “سبينيس 1961 هولدينغ” منذ طرحها مايو الماضي.
وذكر خالبي، أنهم بالتأكيد دفعوا حدود التقييم السعري في ما يتعلق بكلا الاكتتابين العامين، كما يتطلب الأمر بعض الوقت حتى يقدر الأشخاص نماذج الأعمال التي تملكها هذه الشركات.
مستثمرون أجانب
سيطر المستثمرون المحليون بطريقة كبيرة على الاكتتابات العامة بالمنطقة، إذ غالباً ما يواجه المستثمرون الأجانب صعوبة في الحصول على تخصيصات كبيرة من الأسهم، وكان أحد الاستثناءات البارزة هو بيع الأسهم الضخم من قبل شركة أرامكو، إذ جرى تخصيص نحو 60% من الطرح للمستثمرين الأجانب، بحسب تقارير لـ”بلومبرغ نيوز”.
واختتم خالبي أنهم ما زالوا يشاهدون صعوبات تجابه المستثمرين الكبار في الأسواق الناشئة على صعيد المشاركة في هذه الصفقات، والطريقة الوحيدة التي يمكننا بواسطتها حل هذا الوضع هي إبرام صفقات أكبر.