البنك المركزي يقوم بسحب سيولة تفوق تريليون جنيه من خلال عطاءات السوق المفتوحة
لا يمر أسبوع من دون أن يقوم البنك المركزي بسحب سيولة من البنوك تفوق التريليون جنيه من خلال عطاءات السوق المفتوحة وبعائد ثابت مرتفع يصل إلى 28%.
اقرأ أيضًا:
وتعني السيولة الفائضة وجود الكثير من الجنيهات في السوق، وإذا لم يقم “المركزي” بسحبها ستقوم البنوك بإقراضها للشركات والأفراد، وسيزداد الطلب على السلع والعقارات والخدمات، وبالتالي يرتفع التضخم.
ولكي يسحب السيولة، يقوم البنك المركزي بربط ودائع للبنوك لديه لمدة أسبوع فقط.
وتتضمن أهداف هذه العملية عدم السماح بوجود تشوه في أسعار الفائدة في السوق.
ولدى البنوك بالفعل سيولة مرتفعة، إذ ارتفعت سيولة القطاع بنحو 1.5 تريليون جنيه في أول خمسة أشهر من هذه السنة، لتصل إلى 10.3 تريليون جنيه بنهاية مايو.
وارتفع النقد المتداول خارج الجهاز المصرفي بنحو 130 مليار جنيه، ليصل إلى نحو 1.2 تريليون جنيه، لكن جزءا من هذا الارتفاع مفهوم لأن قيمة الجنيه انخفضت. لذا يحتاج “المركزي” إلى السيطرة على المعروض النقدي للسيطرة على التضخم.
وكان البنك المركزي يستقبل رقماً محدداً من الودائع يحدده بنفسه، ويستقبل الطلبات من البنوك لإيداع فائض السيولة ثم يقوم بعملية تخصيص بالنسبة والتناسب لكل البنوك.
لكن في أبريل الماضي، غير البنك المركزي هذا الأسلوب وتحوّل إلى قبول جميع العطاءات المقدمة.
توظيف السيولة
وعندما يكون لدى البنوك المصرية سيولة فائضة، أي سيولة تفوق نسبة الاحتياطي الإلزامي، تقوم بتوظيفها في واحد من ثلاثة خيارات:
1- أن تقرضها لبنك آخر في سوق ما بين البنوك، أو ما يسمى بالإنتربنك، بفائدة الكوريدور.
2- أن تقوم باستثمار في أذون خزانة بفائدة تقارب الكوريدور.
3- أن تودعها في المركزي بفائدة تساوي متوسط الكوريدور.
وتعد الثلاثة أصول عديمة المخاطرة وبالتالي بما أن المخاطرة شبه واحدة، فالبنك يبحث عن توظيف السيولة في الأصل ذي الفائدة الأعلى.
ويقدم البنك الفائدة الأعلى وهي 27.75% خاصة مع انخفاض أسعار الفائدة على أذون الخزانة. وهذا يحقق فائدة مرتفعة للبنوك لتوظيف سيولتها.
اقرأ أيضًا:
النفط يسجل مكاسب متتالية للأسبوع الرابع.. وبرنت يغلق عند 86.5 دولار للبرميل
كيف يؤثر ذلك على البنك المركزي؟
لا شك أن ارتفاع حجم الودائع التي يقبلها المركزي أسبوعيا بفائدة مرتفعة يعني تحقيق المركزي خسائر، ولكن وفقا للمحللين المركزي جهة تنظيمية لا تستهدف الربح والهدف الأساسي الذى يجب التركيز عليه هو السيطرة على التضخم وسلامة القطاع المصرفي. لكن بطبيعة الحال، يجب أن يكون هناك مدى زمني معقول لتحمّل الخسائر.
ويكون سحب السيولة مفيد للمواطن من حيث إنه يساعد في الحد من ارتفاع الأسعار، لكنه في المقابل يحد من وفرة الأموال المتوفرة للإقراض من البنوك، ويبقي معدلات الفائدة مرتفعة، فإذا كان همك الأول عدم الارتفاع الأسعار، فهذه السياسة لصالحك، بخلاف ما إذا كانت أولويتك الاقتراض لشراء عقار أو سيارة.