ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، في إشارة إلى استمرارية هشاشة توازن السوق، رغم أن الطلب على الوقود ما يزال ضعيفاً حتى الآن.
اقرأ أيضًا:
قفزت العقود المستقبلية القياسية للغاز 3% يوم الجمعة بعد انخفاضها في اليوم السابق، لتتجه بذلك نحو تحقيق زيادة أسبوعية ضئيلة.
تشير تقلبات الأسعار هذا الأسبوع إلى أن السوق لا تزال حساسة تجاه انقطاعات الإمدادات بعدما أصبحت أوروبا أكثر اعتماداً على الأسواق العالمية منذ أزمة الطاقة. وبالرغم من أن المتداولين بدأوا الشهر الجاري دون خوف من مخاطر الإمدادات، إلا أن المعنويات تغيرت مؤخراً بسبب الانقطاعات غير المخطط لها، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة المنافسة مع أجزاء أخرى من العالم على الشحنات.
عطل بمحطة الغاز في أستراليا
يُعد انقطاع الكهرباء في محطة تصدير الغاز الطبيعي المسال في أستراليا أحدث عامل يعزز صعود أسعار الغاز الطبيعي، حيث تعمل محطة “إكتيس” للغاز الطبيعي المسال” على إصلاح إحدى وحدتيها بعد مشكلة مفاجئة. وينذر هذا الأمر بنقص الإمدادات العالمية حتى مع انتعاش التدفقات الواردة من النرويج، التي تُعد مورداً رئيسياً، فيما تستأنف محطة رئيسية للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة صادراتها بعد إعصار بيريل.
قال محللو شركة “إنرجي أسبكتس” (Energy Aspects) في مذكرة هذا الأسبوع إنهم يتوقعون أن يدعم “موسم الأعاصير النشط وانقطاع التيار الكهربائي المستمر في النرويج” أسعار الغاز في أوروبا حتى يبدأ موسم التدفئة رسمياً في أكتوبر.
في الوقت نفسه، يواصل الطلب على الغاز الانخفاض، حيث شهدت شركة “إيني” (Eni SpA) الإيطالية تراجعاً بنسبة 16% في الاستهلاك خلال الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي. وأوضحت أن هذا التراجع مرتبط جزئياً بالقطاع الصناعي في البلاد.
وارتفعت العقود المستقبلية الهولندية لأقرب شهر، التي يُنظر لها كمعيار لسوق الغاز في أوروبا، بنسبة 2.7% إلى 32.65 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند الساعة 10:22 صباحاً بتوقيت أمستردام.
صناديق الاستثمار تراهن على صعود أسعار الغاز في أوروبا
وفي وقت سابق، أعربت صناديق الاستثمار متفائلة بشأن أسعار الغاز الأوروبية أكثر من أي وقت منذ نوفمبر 2021، ما يشير إلى قناعة قوية لديها من أن الإمدادات من المرجّح أن تتقلص.
وارتفع صافي مراكز العقود الآجلة القياسية طويلة الآجال للغاز في البورصة الهولندية التي تحتفظ بها صناديق الاستثمار بنسبة 12% اعتباراً من يوم الجمعة الماضي، بحسب “إنتركونتيننتال إكستشينج”، لتسجل أعلى مستوياتها منذ أوائل نوفمبر 2021، عندما تراجعت تدفقات الغاز الروسي إلى المنطقة بأقل من المتوقع لأسابيع، ما قاد إلى أول ارتفاع في الأسعار أدى إلى أزمة طاقة في القارة.
اقرأ أيضًا:
عاجل.. البورصة تعلن تفعيل سوق الكربون الأفريقي الطوعي – AFRICARBONX
كما تشير الرهانات الصعودية إلى أن السوق لا تزال شديدة الحساسية للاضطرابات المحتملة في إمدادات الغاز، ويرجع اضطراب الإمدادات المحتمل إلى عمليات الصيانة واسعة النطاق في مرافق الغاز بالنرويج، أكبر مصدر لها في أوروبا، بالإضافة إلى الهشاشة المحتملة لتدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا. كما أن زيادة المنافسة مع آسيا على شحنات الغاز الطبيعي المسال قد تعيق أيضاً طموحات إعادة بناء المخزونات قبل فصل الشتاء.