أثارت المعلومات عن ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة الكثير من الأسئلة والتكهنات حول ما إذا كان الأميركيون يتجهون إلى سياسة جديدة في مجال الطاقة، كما ثارت العديد من التكهنات أيضاً بشأن تأثير هذا الارتفاع على أسواق الطاقة.
اقرأ أيضًا:
تخفيضات بقيمة 2 مليار إسترليني لدعم أسعار السيارات الكهربائية في بريطانيا
ووفقاً لأحدث تقرير أسبوعي عن حالة البترول من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد بلغ متوسط إنتاج النفط اليومي في الولايات المتحدة حتى الآن 13.2 مليون برميل يومياً، وهذا أعلى بنسبة 6.5% من الإنتاج القياسي الذي سجلته الولايات المتحدة العام الماضي والذي بلغ 12.5 مليون برميل يومياً.
وقال تقرير نشره موقع “أويل برايس”، واطلعت عليه “العربية نت”، إن هذا النمو المستمر في إنتاج النفط بالولايات المتحدة يظل محركاً رئيسياً لسوق الطاقة العالمية.
وأضاف التقرير إنه “من المؤكد أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة سيحقق رقماً قياسياً ثانياً على التوالي هذا العام، مما يعكس الطلب القوي والتقدم في تقنيات الاستخراج، وخاصة في النفط الصخري”.
ويمكن أن تُعزى الزيادة في إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى عدة عوامل رئيسية غيرت الصناعة بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين.
وبحسب التقرير فإن المحرك الرئيس هو طفرة النفط الصخري، حيث أدى التقدم في التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي إلى اكتشاف احتياطيات نفطية هائلة في تكوينات الصخر الزيتي، وخاصة في مناطق مثل حوض بيرميان في تكساس ونيو مكسيكو. وقد سمحت هذه التقنيات للمنتجين بالوصول إلى النفط الذي كان من غير الممكن الوصول إليه اقتصادياً في السابق، مما ساهم في زيادة كبيرة في الإنتاج المحلي.
وهناك عامل حاسم آخر يتمثل في دور التقدم التكنولوجي، حيث أدت التحسينات في تقنيات الاستخراج وعمليات الحفر إلى زيادة إنتاجية الآبار. وهذا يعني أن المنتجين يمكنهم استخراج المزيد من النفط من الحقول القائمة، غالبًا بتكلفة أقل. وساعدت دقة الحفر المحسنة وتحليلات البيانات في الحد من عدم الكفاءة التشغيلية، مما جعل إنتاج النفط في الولايات المتحدة أكثر مرونة وفعالية من حيث التكلفة.
وبالإضافة إلى ذلك، لعب الاستثمار في البنية التحتية دوراً مهماً في دعم مستويات الإنتاج الأعلى، حيث سهّل توسع خطوط الأنابيب والمصافي ومحطات التصدير نقل ومعالجة كميات كبيرة من النفط، مما يضمن قدرة المنتجين على تلبية الطلب المحلي والدولي، كما سهلت هذه البنية التحتية صعود الولايات المتحدة كمصدر رئيسي للنفط الخام.
كما حفز الطلب العالمي على النفط زيادة الإنتاج، حيث مع تعافي الاقتصادات من الاضطرابات الناجمة عن جائحة “كوفيد-19” انتعش استهلاك النفط، وخاصة في المناطق سريعة النمو مثل آسيا. وقد ساعد هذا في الحفاظ على أسعار النفط العالمية عند مستوى صحي للمنتجين. وتمكنت الولايات المتحدة، بفضل إمداداتها الوفيرة من النفط، من الاستفادة من هذا الطلب من خلال تصدير المزيد من النفط الخام إلى الأسواق العالمية.
ويقول موقع “أويل برايس” إن البيئة التنظيمية المواتية في الولايات المتحدة عززت الصناعة بشكل أكبر، حيث دعمت سياسات الطاقة في السنوات الأخيرة بشكل عام استكشاف النفط والغاز، مما وفر حوافز لمواصلة تطوير الموارد المحلية. وقد شجع هذا المنتجين على تكثيف العمليات وزيادة الإنتاج.
اقرأ أيضًا:
“القابضة ADQ” تعين “مُدن” الإماراتية مطوراً رئيسياً لمشروع “رأس الحكمة”
كما إن التعافي في أسعار النفط حفز المزيد من الإنتاج، فبعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط أثناء فترة وباء كورونا، انتعشت الأسعار، مما جعل العديد من المشاريع غير المربحة سابقًا قابلة للتطبيق مرة أخرى. وقد دفعت الأسعار المرتفعة المنتجين إلى استئناف الحفر والاستثمار في مشاريع جديدة، مما ساهم في الارتفاع المستمر في إنتاج النفط في الولايات المتحدة.