أرجأ تحالف “أوبك+” زيادة إنتاجه النفطي لمدة ثلاثة أشهر. وهذه هي المرة الثالثة التي تؤجل فيها المجموعة النفطية الخطوة، فيما تواجه أسعار النفط ضغوطاً وسط فائض يلوح في الأفق.
اقرأ أيضًا:
مصادر: بنك الاستثمار القومي يتخارج من 7 شركات مقابل 8.09 مليار جنيه
قرر التحالف، التي تقوده السعودية وروسيا، تأجيل سلسلة زيادات الإمدادات، والتي كان من المقرر أن تبدأ بزيادة 180 ألف برميل يومياً في يناير. وبدلاً من ذلك، ستبدأ الزيادات في أبريل.
عقدت دول “أوبك+”، التي تضم السعودية وروسيا والعراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وكازاخستان والجزائر وعُمان، اجتماعاً افتراضياً على هامش الاجتماع الوزاري الثامن والثلاثين لدول “أوبك” والدول غير الأعضاء. يأتي هذا الاجتماع بعد الإعلان عن تعديلات طوعية إضافية في أبريل 2023 ونوفمبر 2023.
وقررت الدول المذكورة تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، والتي أُعلن عنها في نوفمبر 2023، حتى نهاية مارس 2025. وستتم بعد ذلك عملية التخلص التدريجي من هذه التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يومياً على أساس شهري حتى نهاية سبتمبر 2026، لدعم استقرار السوق، وفق بيان من التحالف اليوم.
البيان الذي لفت إلى أن الدول ستنظر في ظروف السوق بشأن وقف أو عكس هذه الزيادات الشهرية، قال أيضاً إن هذه الدول قررت تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 1.65 مليون برميل يومياً، والتي أُعلن عنها في أبريل 2023، حتى نهاية ديسمبر 2026.
كانت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها قد أعلنوا في يونيو عن خطط لاستعادة الإنتاج الذي توقف منذ عام 2022، عبر استعادة 2.2 مليون برميل يومياً على دفعات شهرية. لكن هذه الخطط واجهت عراقيل مع تراجع الطلب على النفط في الصين، أكبر مستهلك عالمي، وزيادة الإمدادات من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإن الأسواق العالمية ستواجه فائضاً في 2025 حتى إذا لم تضف “أوبك+” برميلاً واحداً.
تراجعت أسعار النفط بنحو 18% منذ أوائل يوليو، حيث تجاهل المتداولون الاضطرابات في الشرق الأوسط وركزوا بدلاً من ذلك على التباطؤ في الصين، التي تواجه سلسلة من التحديات الاقتصادية. وتوقعت كل من “سيتي جروب” و”جيه بي مورجان تشيس” استمرار انخفاض أسعار النفط لتصل إلى حدود 60 دولاراً العام المقبل، حتى في حال مواصلة “أوبك+” تقليص الإنتاج.
يمثل هذا الوضع تحدياً مالياً للعديد من أعضاء “أوبك+”، بما في ذلك السعودية التي عملت بالفعل على خفض الإنفاق على خطط التحول الاقتصادي الطموحة. كما يواجه حليفها في سوق النفط، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حاجة ماسة إلى عائدات لاستمرار الحرب على أوكرانيا.
تأجيل استئناف الإمدادات يمنح “أوبك+” بعض الوقت لتقييم تأثير عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. حيث أشار ترمب إلى إمكانية استئناف حملة “الضغط الأقصى” على صادرات النفط الإيرانية، التي استخدمها خلال فترة رئاسته الأولى للحد من البرنامج النووي لطهران. ويمكن أن يؤدي تقييد مبيعات النفط الإيرانية إلى خلق فجوة قد تستغلها خصومها في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا:
إكسون موبيل تبدأ منتصف الشهر الحالي حفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز بغرب المتوسط
من جهة أخرى، حذّر ترامب أيضاً من فرض رسوم تجارية عقابية على عدة دول، من بينها الصين، ما قد يوجه ضربة جديدة للنشاط الاقتصادي في بكين واستهلاكها للطاقة.