تجري مصر محادثات مع شريكتها الأجنبية الرئيسية “إيني” لإنشاء منشأة جديدة لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال المستوردة، في خطوة تهدف لتجنب تكرار أزمة نقص الطاقة الشديدة التي شهدتها البلاد خلال الصيف الماضي.
اقرأ أيضًا:
وزير الاستثمار: الهيدروجين الأخضر أحد أهم الحلول المستدامة لمواجهة تحديات الطاقة والتغير المناخي
حسب الخطة المقررة ستكون الوحدة الجديدة بالقرب من منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة “إيني” في دمياط والمطلة على ساحل البحر المتوسط، وفقاً لأشخاص مطلعون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات ليست علنية. وسيتم تشغيل المنشأة بواسطة مشروع مشترك بين “إيني” والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
تحول مصر إلى مستورد صافٍ للغاز
يمثل هذا المشروع مثالاً آخر على التحول المفاجئ لمصر إلى مستورد صافي للغاز الطبيعي منذ أقل من عام. وأصبحت مصر الآن محركاً رئيسياً لسوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، حيث تستورد عشرات الشحنات وتبتعد عن خططها السابقة للتحول إلى مركز للطاقة ومورد رئيسي لأوروبا. كما أدى النقص الحاد في الدولار إلى تباطؤ الاستثمارات من قبل شركات الطاقة الأجنبية، بعد تراكم المستحقات المتأخرة عليها من الحكومة.
تسعى الهيئة المصرية العامة للبترول إلى شراء أربع شحنات غاز طبيعي مسال على الأقل للتسليم في فبراير ومارس. كما حصلت مصر على شحنات لتلبية احتياجات الربع الأول من العام الحالي من خلال صفقات ثنائية، حيث تتراوح إجمالي المتطلبات للفترة بين 15 إلى 20 شحنة، وفقاً لأشخاص مطلعين.
ويُتوقع أن يظل الطلب على الغاز مرتفعاً في مصر خلال الصيف المقبل. وكانت الحكومة قد استأجرت محطة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في ميناء العين السخنة المطلة على البحر الأحمر حتى عام 2026، كما اتفقت على محطة أخرى ستصل من الأردن المجاور لبدء العمل في منتصف 2025.
خطة الحكومة لتجنب نقص الغاز
بدأت الحكومة خطة لتجنب النقص الذي شهدته في فصول الصيف السابقة، عندما أدى الطلب المرتفع إلى انقطاعات كهرباء واسعة النطاق، وتسبب في أعلى مستويات استيراد للغاز الطبيعي المسال منذ عام 2017. وتخطط الحكومة لسداد المستحقات المتأخرة للشركات الأجنبية شهرياً لمساعدتها على تعزيز استثماراتها وزيادة الإنتاج داخل الدولة، كما تأمل الحكومة في العودة إلى تصدير الغاز بحلول نهاية 2027.
إلى جانب ذلك، تعمل الحكومة على تفادي تكرار هذا النقص من خلال تعزيز وارداتها من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب قبل بداية الصيف المقبل، وفقاً لأحد الأشخاص. وتصل بعض واردات الغاز لمصر عبر خطوط الأنابيب من الحقول الواقعة قبالة سواحل إسرائيل.
اقرأ أيضًا:
وتعهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بإنهاء انقطاعات الكهرباء المتكررة، مؤكداً أن إنتاج الغاز الطبيعي سيعود إلى مستوياته الطبيعية بحلول يونيو 2025.