في سوق شديد التنافس، تسيطر عليه مفاهيم تقليدية عن التأمين، لم يكن من السهل على شركة جديدة أن تُحدث فرقًا يُذكر، خاصةً حين يتعلق الأمر بتأمينات الحياة، حيث تتجاوز التحديات حدود المنافسة إلى ما هو أعمق، وهو تغيير مفاهيم راسخة لدى العميل المصري، ورغم هذا الواقع، تأسست “ثروة حياة”، ذراع مجموعة كونتكت المالية في مجال تأمينات الحياة، في عام 2019، لتكسر هذه القاعدة، لم تكن مجرّد رقم يُضاف إلى عدد شركات تأمينات الحياة، بل جاءت برؤية مختلفة ترى أن التأمين على الحياة ليس مجرد وثيقة ورقية، بل استثمار حقيقي في جودة الحياة، وأداة لحماية الإنسان ومن يحب.
اقرأ أيضًا:
“ثروة للتأمين” و”كونتكت للوساطة التأمينية” يتعاونان معGIZ مصر لتوسيع مظلة التأمين المستدام”
منذ انطلاقتها، لم تسعَ “ثروة حياة” إلى تقديم منتجات تقليدية، بل ركّزت على تطوير حلول تأمينية مبتكرة تُواكب متطلبات السوق، حيث قدّمت مجموعة متنوعة من المنتجات تشمل التأمين على الحياة في حالات الوفاة أو العجز أو الإعاقة، أو الإصابة بالأمراض الخطيرة، إلى جانب التأمين ضد مخاطر السرطان للرجال والنساء، وحتى التأمين ضد مخاطر التدخين، كما صمّمت حزمة متكاملة من برامج التأمين الطبي، وهذا بالإضافة إلى برامج وحلول إدخارية متميزة، مصممة خصيصًا لتلائم احتياجات الأفراد والشركات.
ومع انضمام رماح أسعد إلى “ثروة حياة” في عام 2021 كعضو منتدب، دخلت الشركة مرحلة جديدة من النمو والتحوّل. فبخبرة تمتد ل 40 عامًا في مجالي التأمين والاستشارات المالية، وسجل حافل بالمناصب القيادية في كبرى شركات تأمينات الحياة، جاء أسعد ليقود الشركة برؤية واضحة وطموحة، ولا يقتصر تأثيره على المناصب التنفيذية فحسب، بل شغل عضوية مجلس إدارة الاتحاد المصري للتأمين لدورتين متتاليتين، وكان له دور فاعل في عملية إعادة هيكلة الاتحاد، في انعكاس مباشر لخبرته العميقة ومكانته البارزة في القطاع.
وسرعان ما تحوّلت هذه الرؤية إلى واقع ملموس؛ حيث انطلقت “ثروة حياة” في مسار نمو متسارع، مدعوم برؤية إستراتيجية واضحة وتوسّع مدروس في نطاق الأعمال، وقد بدأ هذا التوجه ينعكس في نمو ثابت بجميع مؤشرات الأداء المالي والتشغيلي، مما مكّن “ثروة حياة” من التحول من شركة واعدة إلى لاعب أساسي يفرض حضوره بثقة في سوق تأمينات الحياة في مصر.
وانعكست رؤيته بوضوح في بناء فريق عمل قوي، إذ يُعد الاستثمار في العنصر البشري أحد أهم أولويات “ثروة حياة”، حيث بدأت الشركة بأقل من 35 موظفًا، لكنها نجحت في تطوير هيكلها البشري بوتيرة متسارعة، ليصل عدد موظفيها إلى 120موظف بالإضافة إلى فريق بيع محترف من حوالي 200 وكيل.
واللافت أن 60% من هذه الكوادر جاء نتيجة نمو داخلي بحلول نهاية عام 2024، في إطار سياسة واضحة تستثمر في تطوير القيادات المستقبلية وتحفيز الكفاءات الشابة وتحقيق الدرج الوظيفي داخل الشركة، وقد نجحت هذه الإستراتيجية في تكوين فريق تنفيذي شاب وطموح، مما يعكس روح التطور والابتكار التي تتبناها “ثروة حياة”.
وبفضل رؤيته الاستراتيجية، شهد أداء “ثروة حياة” المالي قفزة نوعية حقيقية، فعلى مدار سنوات معدودة، استطاعت الشركة أن تتجاوز حاجز 1.3 مليار جنيه أقساطًا تأمينية في عام 2024، مقارنة بـ150 مليون فقط في عام 2021، في إنجاز يعكس قوة النمو وتسارع الأداء.
كما تضاعف صافي الأرباح قبل الضرائب ليصل إلى 80 مليون جنيه في 2024، مقارنة بـ 2 مليون جنيه فقط في 2021 وبفضل نموذج الأعمال القوي وخطط التوسع المدروسة، تطمح “ثروة حياة” إلى الوصول إلى 2 مليار جنيه مصري أقساط وكذلك 100 مليون جنيه أرباحًا بحلول نهاية عام 2025.
وقد أدّى هذا الأداء القوي إلى صعود الشركة إلى المركز السابع بين شركات التأمين على الحياة في مصر من حيث إجمالي الأقساط، بل وتصدّرت الترتيب في معدل نمو الأقساط بنسبة 54%، وفقًا لتقرير الهيئة العامة للرقابة المالية الصادر في في يونيو 2024.
وتعكس هذه الأرقام نهجًا مزدوجًا تبنّته “ثروة حياة” لتحقيق النمو: تنويع المنتجات، وتنويع قنوات التوزيع. فعلى مستوى المنتجات، حرصت الشركة على تصميم حلول تأمينية تُلبّي احتياجات مختلف شرائح العملاء، من الأفراد، إلى الشركات، وصولًا إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقد حققت إنجازًا ملحوظًا في هذا الإطار، حيث نجحت في توسيع حجم اعمالها لتخدم 1500 شركة صغيرة ومتوسطة، عبر برامج تأمين مصممة خصيصًا تُعد من أبرز نقاط تميزها، أما على مستوى التوزيع، فاعتمدت الشركة على مزيج متكامل من القنوات، شمل البيع المباشر، والوسطاء، والوكلاء، حيث تمتلك أسطول بيع يضم حوالي 200 وكيل، كما تستعد حاليًا لإطلاق نموذج التأمين البنكي (Bancassurance)، كخطوة إضافية لتعزيز الوصول إلى شرائح أوسع من العملاء.
في إطار استراتيجيتها للتحول الرقمي، تواصل “ثروة حياة” الاستثمار في تطوير قنواتها الرقمية، حيث أطلقت الشركة أول حملة رقمية في 2024 على منتج التأمين ضد السرطان، كخطوة جريئة نحو رقمنة التأمين، ولم يكن الهدف مجرد تسويق منتج، بل تقديم شعور حقيقي بالحماية يعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات العملاء، كما أكملت الشركة عملية الربط الإلكتروني مع الهيئة العامة للرقابة المالية، لتكون من أوائل شركات تأمينات الحياة التي تُنفّذ هذا التكامل الرقمي بما يواكب المتطلبات التنظيمية.
لم تكن رحلة “ثروة حياة” لتصل إلى ما وصلت إليه لولا الدعم المستمر من الهيئة العامة للرقابة المالية، خاصة مع صدور قانون التأمين الشامل رقم 155، الذي أعاد تنظيم قطاع التأمين وهيكلته، إلى جانب إجراءات الرقمنة وربط قواعد البيانات إلكترونيًا، وقد استوفت “ثروة حياة” كافة المتطلبات الرقمية، بدءًا من الربط الإلكتروني بالهيئة، ووصولًا إلى تطبيق أعلى المعايير التقنية، مما جعلها من أوائل شركات تأمينات الحياة الجاهزة فعليًا للانطلاق الكامل في بيئة رقمية متطورة.
وتسير “ثروة حياة” بخطة واضحة نحو المستقبل، حيث تعمل بحلول الربع الرابع من عام 2025 على بناء قاعدة تقنية متطورة تُمهّد لإطلاق منصة رقمية متكاملة لبيع منتجات التأمين، وذلك بعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة، تمهيدًا لإطلاقها رسميًا في بداية عام 2026، كما تواصل الشركة توسيع محفظتها من خلال تطوير منتجات تأمينية جديدة، إلى جانب الاستثمار في رأس المال البشري عبر برامج تدريبية متقدمة تهدف إلى تأهيل قيادات واعدة في مختلف الإدارات، وترسيخ ثقافة الاعتماد على الشباب كركيزة لتعزيز الأداء وتحقيق النمو المستدام.
اقرأ أيضًا:
“كونتكت” و”فوري” يوقعان شراكة إستراتيجية لتعزيز منظومة الدفع الإلكتروني في مصر
ثروة لتأمينات الحياة” ليست مجرد شركة تأمين تقليدية، بل هي قصة نجاح تشكّلت من رؤية واضحة، وتحول فعلي، وثقافة مؤسسية راسخة، حيث تمثل نموذجًا حيًا لشركة تستثمر في التكنولوجيا والإنسان معًا، واستطاعت في سنوات قليلة أن تحجز مكانها بين الكبار، وأن تترك بصمتها الواضحة في سوق يشهد تحولات غير مسبوقة، ويُعد هذا المسار امتدادًا طبيعيًا لإستراتيجية مجموعة كونتكت المالية، التي تؤمن بأن التحول الرقمي ليس خيارًا، بل ضرورة لتوسيع مظلة الشمول المالي، كما تنسجم خطوات ثروة حياة مع رؤية الهيئة العامة للرقابة المالية الرامية إلى بناء قطاع تأميني رقمي أكثر كفاءة، يواكب احتياجات الأفراد والمؤسسات.