سوق الهيدروجين يواجه تحديات في السنوات المقبلة وغياب الطلب عائق رئيسي

توقعت شركة ريستاد إنرجي، أن يواجه سوق الهيدروجين منخفض الكربون تحديات خلال السنوات المقبلة، في ظل توقف المشاريع وإلغائها، حيث دفعت عوامل متعددة المطورين إلى التخلي عن مشاريع الهيدروجين منخفض الكربون المعلن عنها.

وأضافت الشركة أن العديد من الشركات المستثمرة في مجال الهيدروجين اتجهت إلى تقليص استثمارات الهيدروجين المحفوفة بالمخاطر لتحقيق عوائد أكثر موثوقية، حيث يمثل 48% من الطاقة الإنتاجية الملغاة (24% من إجمالي عدد المشاريع) ونحو 6 ملايين طن سنوياً من طاقة الهيدروجين، «على سبيل المثال، علّقت شركة BP وشركة Origin Energy الأسترالية أو ألغتا العديد من المشاريع، مشيرتين في كثير من الأحيان إلى الحاجة إلى خفض التكاليف وإعطاء الأولوية لمجالات العمل الأساسية».

كانت شركة الطاقة إل إي إيه جي أعلنت في يونيو حزيران عن تأجيل خططها لبناء أحد أكبر مراكز الطاقة الخضراء في أوروبا في موقع وحدات محطة توليد الطاقة التي تعمل بالفحم المهجورة في شرق ألمانيا إلى أجل غير مسمى.

كانت شركة صناعة الصلب أرسيلور ميتال تخطط لتحويل محطتين في ألمانيا إلى الهيدروجين الأخضر، لكنها أجّلت الخطة البالغة قيمتها 2.5 مليار يورو (2.9 مليار دولار) في يونيو على الرغم من عرض تقديم 1.3 مليار يورو كدعم حكومي.

قلّصت شركة إيبردرولا أكبر شركة مرافق في أوروبا، طموحاتها في مجال الهيدروجين الأخضر بنحو الثلثين في مارس آذار 2024 بعد تأخيرات في تمويل بعض المشاريع، وانخفض هدف إنتاجها لعام 2030 إلى نحو 120 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، مقارنةً بهدف سابق بلغ 350 ألف طن.

خفضت شركة ريبسول الإسبانية هدفها لعام 2030 لإنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة تصل إلى 63 بالمئة في فبراير إلى ما بين 0.7 جيجاوات و1.2 جيجاوات من سعة التحليل الكهربائي بحلول نهاية العقد، إذ سلط الرئيس التنفيذي خوسو جون إيماز الضوء على تحديات صناعة عالية التكلفة تعتمد بشكل كبير على الدعم.

أعلنت شركة بي بي في أبريل نيسان أنها ستغلق فريقها الذي يبحث في الهيدروجين والغاز الطبيعي المسال للنقل.

وتقول الشركة إن المطورون قرروا إعادة النظر في التزاماتهم التي قُطعت خلال المرحلة المبكرة المتفائلة للقطاع، ويتجهون الآن استراتيجياً نحو أعمالهم الأساسية، مُختارين تقليص استثمارات الهيدروجين المحفوفة بالمخاطر لتحقيق عوائد أكثر موثوقية، «حيث يُعد هذا التقليص مفهوماً نظراً للطبيعة الناشئة والمعقدة للهيدروجين النظيف، إذ غالباً ما تجاوزت الأهداف الأولية نماذج الأعمال والانتقال الأكثر واقعية».

ويقوم إنتاج الهيدروجين على تمرير التيار الكهربائي في الماء لفصل الهيدروجين عن النتروجين، وهو ينتج عنه طاقة مولدة من الهيدروجين حيث يعطف لون عليه كوصف مثل الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق والهيدروجين الرمادي.. هذا الأخير يستخدم طاقة كهربائية مولدة من الغاز الطبيعي، والأزرق يتم فصله من طاقة كهربائية مولدة من المفاعلات النووية، والأخضر يستخدم تياراً كهربائياً مولداً من طاقة الشمس والرياح والطاقة الهيدرولوجية بفضل توربينات السدود ومساقط المياه، أما الهيدروجين الأسود فهو مولدٌ من كهرباء ناتجة عن احتراق الفحم.

وترى شركة ريستاد إنرجي، أن غياب مؤشرات الطلب القوية على الهيدروجين منخفض الكربون أدت إلى تراجع كبير في عدد المشاريع، مُمثلاً 13% من إجمالي عدد المشاريع الملغاة، «وعلى الرغم من توقعات التبني الطموحة، وخاصة في أسواق مثل الاتحاد الأوروبي، فإن النمو الفعلي للسوق كان أكثر هدوءاً، ونظراً لعدم تمكن العديد من المطورين من المضي قدماً في مشاريعهم دون اتفاقيات شراء مُلزمة ومناسبة، فقد اضطروا، ولأسباب مفهومة، إلى تعليق أو إلغاء مبادراتهم، وتحويل مواردهم بدلاً من ذلك إلى قطاعات ذات عوائد أعلى».