قال رئيس البورصة المصرية إسلام عزام إن الفترة المقبلة ستشهد مرحلة تطوير شاملة لسوق المال المصرية، تشمل إطلاق أدوات مالية جديدة مثل المشتقات المالية وآلية بيع الأوراق المالية المقترضة “شورت سيلينج” (Short Selling) المعروفة بالبيع على المكشوف، إلى جانب تفعيل نظام صانع السوق، وذلك ضمن خطة موسّعة لتعميق السوق وزيادة السيولة.
اقرأ أيضًا:
البورصة المصرية توقع بروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات
وأوضح عزام، في مقابلة مع “العربية Business”، أن العمل جارٍ بالتنسيق مع الهيئة العامة للرقابة المالية وشركة مصر للمقاصة لتفعيل آلية بيع الأوراق المالية المقترضة (Short Selling) قريبًا، متوقعًا تطبيق النظام خلال ثلاثة أشهر على الأكثر بعد الانتهاء من التعديلات التقنية المطلوبة على نظام شركة المقاصة.
وقال: “الفكرة العامة لآلية الـShort Selling أصبحت واضحة، والمشكلة في النظام القائم حاليًا أنه لا يمنح المقرض أي حافز أو عائد لتسليف أسهمه. لذلك قمنا بتصميم نظام جديد يسمح للمقرضين بتقديم عروض (Quotations) يحددون فيها رغبتهم في إقراض أسهمهم لمدة معينة، مثل ستة أشهر، بعائد سنوي — على سبيل المثال — 26% لعدد 100 ألف سهم.”
وأضاف: “يستطيع المقترض الاطلاع على هذه العروض بطريقة مشفّرة واختيار ما يناسبه، مع الالتزام بأن المقرض لا يمكنه استرداد الأسهم قبل انتهاء المدة المحددة، بينما يحق للمقترض إيقاف العرض في أي وقت وفقًا لظروف السوق.”
وأكد عزام أن النظام الجديد سيحفّز المقرضين على المشاركة في عمليات الإقراض، بعدما أظهرت المشاورات التي أجرتها البورصة مع كبار المستثمرين ومالكي الأسهم رغبتهم في التعامل بالنظام الجديد.
صانع السوق والمشتقات المالية
وتابع رئيس البورصة: “نظام صانع السوق سيُفعَّل بعد الانتهاء من تشغيل آلية الـShort Selling مباشرة، ولن يستغرق وقتًا طويلًا، مشيرًا إلى أن هذه الآلية ستسهم في زيادة سيولة السوق وتحسين كفاءته.”
أما بالنسبة إلى المشتقات المالية، فأوضح عزام أن تنفيذها يتطلب فترة أطول نسبيًا نظرًا لارتباطها بالبنية التقنية، مشيرًا إلى أن نظام تداول المشتقات سيتم تشغيله بالتعاون مع شركة ناسداك (Nasdaq).
وقال: “سيضم النظام الجديد التداول الفوري، والمشتقات، ومنتجات الكربون كريدت. قبل أسبوعين استضفنا فريقًا من شركة ناسداك لمدة أسبوع كامل في البورصة، حيث قاموا بعملية الإعداد الفني للنظام، ونحن الآن نجري عدة تجارب تشغيلية عليه لمراجعة الأداء وإجراء التعديلات اللازمة.”
وأضاف: “النظام الجديد يختلف عن النظام الحالي، لكنه سيضم جميع الوظائف الموجودة حاليًا لضمان التكامل وسهولة التعامل.”
وكشف رئيس البورصة عن الجدول الزمني المتوقع لإطلاق نظام المشتقات المالية، قائلًا: “نتوقع أن يتم إطلاق النظام في منتصف عام 2026، وربما قبل ذلك في أبريل على الأرجح.”
وأوضح أنه سيتم بدء التداول بالعقود المستقبلية على المؤشرات (EGX30، EGX70، EGX100)، ثم يلي ذلك طرح العقود المستقبلية على الأسهم، ومن بعدها خيارات الأسهم (Stock Options).
وشدد عزام على أن هذه الخطوات ستُسهم في زيادة عمق السوق المصرية وتوسيع قاعدة المستثمرين.
التثقيف المالي
وأشار عزام إلى أن الوعي المالي يُعد أحد المحاور الأساسية في استراتيجية البورصة خلال المرحلة المقبلة.
وقال: “اليوم احتفلنا بفعالية (دق الجرس للثقافة المالية)، وهي مبادرة تُقام على مستوى العالم بالتعاون مع الاتحاد العالمي للبورصات (WFE) والمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO)، وتهدف إلى نشر الوعي والثقافة المالية بين فئات المجتمع المختلفة.”
وأوضح أن البورصة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بنشر الثقافة المالية بين الشباب والطلاب، مشيرًا إلى أنه تم تدريب نحو 1500 طالب جامعي، وافتتاح سبعة أجنحة للبورصة داخل الجامعات لنشر الوعي الاستثماري، وقد زار هذه الأجنحة أكثر من 4500 طالب.
اقرأ أيضًا:
وزير المالية : الفائض الأولي يتجاوز المستهدف والتضخم ينخفض بقوة ومعدلات الفائدة تبدأ في التراجع
وأضاف أن البورصة أنتجت 70 فيديو وبودكاست تثقيفيًّا لتعزيز الثقافة المالية، تجاوز عدد مشاهداتها 200 ألف مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب إطلاق برنامج “السفراء”، الذي يهدف إلى تأهيل الطلاب المتخصصين في التمويل والاستثمار من خلال برنامج تدريبي يعتمد على منهجية TOT (تدريب المدربين) لتمكينهم من نشر الثقافة المالية في جامعاتهم.
وأشار رئيس البورصة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد حملة ترويجية موسعة بالتنسيق مع الهيئة العامة للرقابة المالية، تستهدف شريحتين: “B2B: لتشجيع الشركات على القيد في البورصة وتعريفها بمزايا الطرح العام، وإتاحة فرص التمويل عبر إصدار الأسهم والسندات، بالإضافة إلى B2C: لزيادة وعي المستثمرين الأفراد بأهمية الاستثمار في البورصة المصرية، خاصة مع ارتفاع نسبة الشباب بين المستثمرين إلى نحو 60% من إجمالي المتعاملين.”