وقّعت مصر وقبرص الاتفاقيات المنظمة لنقل غاز حقل “كرونوس” القبرصي في البحر المتوسط إلى البنية التحتية المصرية بهدف إعادة تصديره، في خطوة تعزز موقع القاهرة كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، بحسب بيان صادر عن وزارة البترول المصرية اليوم الثلاثاء.
اقرأ أيضًا:
جاء التوقيع خلال فعاليات مؤتمر ومعرض “شرق البحر المتوسط للطاقة (EMC)” في مدينة ليماسول القبرصية، بحضور كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، ونظيره القبرصي جورج بابانستاسيو.
تُنظم هذه الاتفاقيات الأطر التشغيلية والتجارية لعمليات نقل وتوريد ومعالجة الغاز القبرصي وتسييله للتصدير، وذلك عبر منشآت إسالة الغاز المصرية القائمة في إدكو ودمياط.
يأتي ذلك بعدما توصلت مصر إلى اتفاق مع “إيني” (Eni) الإيطالية لتصدير كامل إنتاج “كرونوس”، بعد نقله عبر مرافق حقل “ظهر” إلى محطة الإسالة في دمياط، وفق ما كشفه مسؤول حكومي لـ”الشرق” الشهر الماضي.
تعزيز قطاع الغاز في مصر وقبرص
قال وزير البترول المصري إن الاتفاقيات الجديدة تستهدف تسريع ربط حقول الغاز القبرصية بالبنية التحتية المصرية، كما تعزز هذه الخطوة جهود قبرص في استغلال مواردها من الغاز الطبيعي وتصديرها للأسواق العالمية من خلال محطات الإسالة المصرية، وفق البيان.
وعلى هامش المؤتمر، تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية تعريفة مشروع حقل “كرونوس” بين وزارة البترول وشركتي “إيني” الإيطالية و”توتال إنرجيز” الفرنسية، بالإضافة إلى اتفاقيات المناولة والمعالجة والنقل بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وشركاء الاستثمار في المشروع.
تبلغ احتياطيات حقل “كرونوس”، الذي تديره شركة “إيني” وتساهم فيه “توتال”، حوالي 2.5 تريليون قدم مكعب. ومن المخطط أن يتم نقل الغاز عبر خط أنابيب بحري بطول 90 كيلومتراً إلى منشآت المعالجة المصرية في بورسعيد، على أن يبدأ وصوله في عام 2027، بطاقة أولية تبلغ نحو 500 مليون قدم مكعب يومياً، بحسب ما قاله مسؤولان مصريان للشرق في يوليو الماضي.
نحو مركز إقليمي للطاقة
تأتي هذه الخطوة ضمن سعي مصر للتحول إلى محور إقليمي للطاقة في شرق المتوسط عبر استيراد الغاز من دول الجوار، وعلى رأسها قبرص وإسرائيل، ثم تسييله وإعادة تصديره بهوامش ربحية. كما تندرج الاتفاقيات ضمن مساعي مصر للعودة إلى التصدير بحلول 2027، بحسب ما ذكره رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في وقت سابق، وذلك في ظل التوقعات بارتفاع إنتاج الغاز المحلي إلى 6.6 مليار قدم مكعب يومياً، بعد أن شهدت البلاد عجزاً بين الإنتاج والاستهلاك خلال 2024.
اقرأ أيضًا:
أسعار الذهب تتراجع من أعلى مستوياتها وسط ترقب لمحادثات التجارة
وتتوقع مصر أن تستقبل بنهاية عام 2028 نحو 1.3 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز القبرصي، عبر ربط حقلي “كرونوس” و”أفروديت” بمرافق حقل ظهر، بما يعزز الاستفادة من السعات المتاحة في البنية التحتية المصرية ويخفض كلفة خطوط النقل.