تبدأ حكومة مصر اعتباراً من نوفمبر الجاري سداد نحو 810 ملايين دولار قيمة 20 شحنة غاز مسال استوردتها البلاد خلال شهري مايو ويونيو الماضيين لتلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز، بحسب مسؤول حكومي تحدث مع “الشرق” طالباً عدم نشر اسمه.
اقرأ أيضًا:
وزير الصناعة: توسعات جديدة لشركة جريش للزجاج بمساحة 24 ألف متر لتعزيز الطاقة الإنتاجية
كانت مصر تعاقدت على استيراد ما يتراوح بين 155 و160 شحنة غاز مسال خلال 2025، لسد الفجوة بين الاحتياج الفعلي للسوق المحلية من الغاز الطبيعي والإنتاج المحلي.
مصر تسدد قيمة شحنات الغاز
الشحنات التي استوردتها مصر خلال الفترة من يناير إلى أبريل تم سداد قيمتها نقداً بشكل فوري ومن دون تأجيل. أما شحنات شهري مايو ويونيو، فقد تم استيرادها بنظام الدفع الآجل، حيث أوضح المسؤول أن الحكومة تعتزم سداد نحو 324 مليون دولار خلال نوفمبر الجاري مقابل 8 شحنات تم توريدها في مايو، على أن يتم سداد 486 مليون دولار إضافية في ديسمبر المقبل، لتسوية مستحقات 12 شحنة وصلت البلاد في يونيو الماضي.
ينص التعاقد المبرم مع الشركات على أن يتم السداد بعد 6 شهور من تاريخ وصول كل شحنة للموانئ المصرية، مع فتح اعتماد مستندي بـ25% من قيمة الشحنة قبل وصولها.
وأوضح المسؤول في حديثه مع “الشرق” أن العقود المبرمة مع الشركات الموردة تتيح لمصر تأجيل توريد الشحنات وفقاً لاحتياجات البلاد محلياً، مما يسمح لها بالتحكم في عدد الشحنات بالتعاون مع الشركات.
في أكتوبر الماضي، طلبت مصر من موردي الغاز الطبيعي المسال تأجيل الشحنات المجدولة لما تبقى من عام 2025، في خطوة تعكس تراجعاً في الاستهلاك مقارنة بالتوقعات السابقة.
وطلبت “الشركة القابضة للغازات الطبيعية” (إيجاس) من عدد من الشركاء تأجيل ما لا يقل عن 20 شحنة كان من المقرر تسليمها بحلول ديسمبر، على أن تُعاد جدولتها للتسليم في الربع الأول من عام 2026، بحسب أشخاص مطلعين.
تراجع استهلاك محطات الكهرباء
استهلاك محطات الكهرباء من الغاز تراجع إلى 3.5 مليار قدم مكعب يومياً مقارنة بنحو 4.5 مليار قدم مكعب خلال أغسطس، مع انخفاض كميات المازوت المستهلكة إلى 7 آلاف طن مقارنة بنحو 30 ألف طن خلال الصيف، وذلك مع انخفاض درجات الحرارة، وفق المسؤول.
استقبلت مصر نحو 52 شحنة غاز مسال في الربع الثالث من العام الحالي، وتبلغ تكلفة الشحنة الواحدة بين 54 و57 مليون دولار، فيما يتراوح سعر المليون وحدة حرارية بين 13 و14 دولاراً، بناءً على معادلة تسعير مرتبطة بالسوق العالمية، تشمل تكاليف النقل والشحن.
من المتوقع أن تستورد مصر 48 شحنة غاز مسال في الربع الأخير من 2025، بتكلفة تقارب 2.7 مليار دولار، ما يعكس تراجعاً مقارنة بالربع السابق، بفعل انخفاض استهلاك الوقود، بحسب المسؤول.
اقرأ أيضًا:
مصر تسعى لتمويلات بقيمة 250 مليون دولار لخفض الانبعاثات الصناعية
مصر.. أكبر مستورد عربي للغاز المسال
أصبحت مصر أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في منطقة الشرق الأوسط في عام 2025، متجاوزةً الكويت، وذلك نتيجة تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الطلب، مما دفعها للتحول إلى مستورد صافٍ لتجنب أزمة في الإمدادات.
ولدى مصر حالياً 5 سفن تغويز تستقبل شحنات الغاز المسال، وتعيد تغويزه وضخه في الشبكة القومية للغازات من أجل توفير الوقود اللازم للسوق المحلية، وتبلغ قدرات السفن أكثر من 2.5 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز.











