أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن مصر بادرت مبكرا بالمضي نحو التحول الطاقي والالتزام بتنفيذ التعهدات الدولية لخفض الانبعاثات والانضمام للتعهد العالمي للميثان، لافتا إلى أنه تم ترجمة ذلك لخطوات تنفيذية وبرامج عملية فى مقدمتها التوسع فى الاعتماد على الغاز الطبيعي كاختيار أول في مرحلة التحول الطاقي، مما أدى لزيادة استخدامه في مزيج الهيدروكربونات إلى 60% مقابل 40% من المنتجات البترولية ، ومع التوسع في أعمال التوصيل للمنازل وتحويل السيارات للعمل بالغاز كوقود والمبادرة الرئاسية “حياة كريمة” أصبح الغاز يقدم خدمة الطهى النظيف إلى اثنين وستين مليون مواطن بمصر.
وأضاف الوزير خلال جلسة حوارية، اليوم الاثنين، بعنوان طاقات المستقبل، ضمن فعاليات مؤتمر مصر الدولي للطاقة، والتي ضمت وديتي يول يورجنسون مدير إدارة الطاقة بمفوضية الاتحاد الأوروبى وهيثم الغيص أمين عام منظمة أوبك وجوانجزى تشن نائب رئيس البنك الدولي للبنية التحتية.
وأكد الملا أن توافر التمويل اللازم لجهود التحول الطاقي وخفض الانبعاثات يضمن انتقال طاقوى سريع وعادل وكذلك الالتزام بالتعهدات الدولية فى هذا الإطار ، لافتا إلى أن مشاركة المؤسسات الدولية الكبرى كالاتحاد الأوروبي والبنك الدولى بما لهما من أذرع للتمويل في دعم هذه البرامج يشجع القطاع الخاص على زيادة استثماراته ويأتي كأولوية قصوى تضمن تنامي هذه الجهود بما فيها الطاقات الجديدة والمتجددة وعدم تراجعها وخاصة في قارة أفريقيا التي تلتزم مصر بمساعدتها في التحول الطاقي واستغلال المقومات المتاحة لدينا ولديهم وتوفير المؤسسات الدولية حلول حوافز مالية ميسرة لتحقيق ذلك .
من جانبها، أكدت يورجنسون أن قمة المناخ COP27 وضعت مصر على الطريق السليم نحو التحول الطاقي والإسراع في مشروعاته وتحسين كفاءة الطاقة وأن تأمين إمدادات الطاقة بصورة عادلة ومستدامة هدف مشترك تعمل عليه مصر والاتحاد الأوروبي سويا وفق الشراكة المهمة والمثمرة بين الجانبين ، وخاصة في ظل التحديات غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة والفرص الكبيرة المتاحة بمصر ، مؤكدة على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص فى هذا الإطار وزيادة استثماراته فيها.
من جانبه، أكد هيثم الغيص أمين عام أوبك أهمية تعدد وتنويع مسارات وخطط الانتقال الطاقي وفقا لظروف واحتياجات كل دولة، وعدم وضع مسار واحد إجباري يسري على الجميع ويجمعها هدف مشترك هو خفض الانبعاثات.
وأعرب عن فخر أوبك بإشادة مؤسسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدور المنظمة في استقرار الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن الانتقال الطاقي العادل يحتاج إلى دور اوبك ، ويتطلب اهتماما عالميا لتوفير الطاقة للجميع وهو ما لم يتحقق إلا بالاستثمار في كافة أنواع الطاقة بالتوازي، خاصة وأن هناك شعوب لا تملك حتى الطاقة التقليدية.
وأكد أن البترول والغاز يمكن إنتاجهما بطرق أكثر مسؤلية من خلال التكنولوجيات الحديثة التي تحقق نتائج مذهلة.
وأوضح جوانجزى أن الانتقال الطاقي وخفض الانبعاثات لابد أن يواكبه توفير الطاقة للجميع ومحاربة الفقر، وأن البنك أجرى دراسة حول الانتقال الطاقي في مصر وذلك ضمن تقرير البنك الدولى عن سبل الانتقال الطاقى الملائم لكل دولة ، وأن التخلي عن الوقود الأحفوري في الوقت الحالي مع عدم حصول شعوب على مصادر الطاقة يمثل مشكلة وتحديا.