تحتجز سلطات روسيا سفينتين مصريتين محملتين بالقمح من أجل التصدير، في أحدث علامة على أن النزاع الداخلي بين أحد كبار تجار الحبوب والهيئة المنظمة للزراعة يعيق عمليات التسليم في الخارج.
اقرأ أيضا:
رئيس الوزراء يُوجه بإعداد قائمة بالفرص الاستثمارية للترويج لها خاصة القطاع الصناعي
السفينتان تحملان شحنات من شركة “غرين فلاور” (Grainflower DMCC)، والتي يقول أشخاص مطلعون على الأمر إنها شريك تصدير للتاجر الروسي “تي دي ريف” (TD Rif). وتجدر الإشارة إلى أن الأخيرة اُستهدفت من قبل هيئة مراقبة الصناعة مؤخراً.
وقال وزير التموين علي المصيلحي لوكالة بلومبرج إن السفن مُنعت من الإبحار لأنها لا تملك الوثائق الصحيحة، وهي الآن محتجزة في الموانئ الروسية.
أوضح المصيلحي أنه كان من المقرر أن تبحر السفينتان بحلول نهاية مارس، وفقاً لمناقصة يناير، وتنتظر مصر رداً من مسؤولي السفارة الروسية بشأن هذا الأمر. طلب الأشخاص الذين يربطون بين “غرين فلاور” و”تي دي ريف” عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية الأمر.
النزاع التجاري
وفي الشهر الماضي، قال مالك شركة “ريف” إن صادرات شركته تم حظرها، وأنها تواجه ضغوطاً لبيع أصولها “بسعر زهيد”. وعلى الجانب الآخر، قالت الهيئة المنظمة للزراعة إنها أوقفت بعض صادرات الشركة بسبب “تناقضات منهجية” في سلامة وجودة الحبوب. تجدر الإشارة إلى أن مصر تعد مستورداً رئيسياً وعميلاً أساسياً للمصدرين الروس.
اقرأ أيضا:
وزيرة التخطيط: 34.7 مليار جنيه استثمارات محافظة الإسكندرية بخطة 23/2024
لم يستجب المتحدثون الرسميون باسم وزارة الزراعة الروسية، والهيئة التنظيمية، على الفور لطلبات البريد الإلكتروني والهاتف للتعليق، ولا حتى ممثلو”ريف” و”غرين فلاور”.
وقال المصيلحي إن مصر ستقرر ما ستفعله مع الشحنات بمجرد تلقيها رداً من روسيا بشأن السفينتين اللتين تحملان اسم “وادي الملوك” و”وادي سفاجا”.
وفي يونيو 2023،
آلت مناقصة قمح أجرتها مصر مؤخراً إلى خلافٍ، إذ تحاول روسيا فرض حد أدنى غير رسمي لسعر التصدير.
تدرس شركة التجارة الروسية “أغريك” (Agric) سحب عرضها الفائز (بالمناقصة) بسعر 229 دولاراً للطن، بعد فشلها في الحصول على موافقة وزارة الزراعة الروسية، وفق ما كشفه أشخاص مطلعون على الأمر أوضحوا أن موسكو تريد تطبيق حد أدنى لسعر صادراتها عند 240 دولاراً، وطلبوا عدم نشر أسمائهم في أثناء مناقشة معلومات غير معلنة.
يُظهِر الخلاف أن روسيا، أكبر مصدّر للقمح في العالم هذا الموسم، تستعرض بشكل متزايد قوتها في السوق العالمية بعد غزوها أوكرانيا. وبجانب خنق الكرملين شحنات الحبوب الأوكرانية دوريّاً عبر الممر الآمن، يكتسب التجار الروس قوةً متزايدة في سوقهم المحلية في وقت تستعدّ فيه شركات دولية مثل “كارغيل” و”لويس درايفوس” (Louis Dreyfus) لمغادرة البلاد