أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر؛ وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة؛ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، أن دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، يمكن أن يوفر قيمة اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وأشار الدكتور سلطان أحمد الجابر، في حوار مع نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة «مايكروسوفت» الأميركية، براد سميث، ومقدم بودكاست “أدوات وأسلحة Tools and Weapons”، إلى أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يجعل شبكات الطاقة أكثر ذكاءً من خلال التحليلات التنبؤية، فضلا عن إمكانية استخدامه في الدمج بين الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة الأخرى.
وقال: “في أدنوك، على سبيل المثال، نقوم بذلك بالفعل، ونطبق بالفعل الذكاء الاصطناعي، وتمكنا من خفض انبعاثاتنا بمقدار مليون طن في عام 2023 فقط”.
وأوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر: “بطبيعة الحال، هناك الكثير مما يمكننا القيام به، والطلب من قطاع الذكاء الاصطناعي يخلق في الواقع فرصة استثمارية فريدة للغاية لتطوير نظام جديد للطاقة”.
وأكد: “نؤمن أيضًا أنه من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في الطاقة والطاقة في الذكاء الاصطناعي، يمكننا بناء جسر إلى مستقبل منخفض الكربون وعالي النمو”.
وأضاف: “بالطبع نحن في حاجة إلى الذكاء الاصطناعي للمساعدة في استقرار شبكات الطاقة، وتحديث الشبكات الوطنية الحالية”.
كما أوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر أن استخدام الذكاء الاصطناعي يزيد من الحاجة إلى مراكز البيانات، التي أضحت هي ذاتها مستهلكا كبيرا للطاقة.
وأشار إلى وجود 1600 مركز بيانات كبير على مستوى العالم تستهلك حاليًا 400 تيراواط/ساعة من الطاقة.
وتابع: “نعلم جميعا أن هذا الرقم سوف يتضاعف بحلول عام 2030، مما يضيف 700 تيراواط/ساعة من الطلب، وهذا يعادل استهلاك الكهرباء بالكامل في كندا، وتتطلب تلبية هذا الطلب كمية هائلة من الطاقة”.
وقال: “على سبيل المثال، سنحتاج إلى إضافة ما لا يقل عن 20 إلى 25 مفاعلاً نووياً في الولايات المتحدة فقط لتلبية هذا الطلب المتزايد على الطاقة”.
وتابع: “في الواقع، سيكون الذكاء الاصطناعي، من وجهة نظرنا، عامل نجاح حاسما فيما يتعلق بكيفية إنتاج الطاقة، وأيضا كفاءة هذا الإنتاج من خلال تحسين نظام الطاقة الحالي.
شركة أدنوك
أكد الدكتور سلطان الجابر أن شركة أدنوك تقوم حاليا بدور يتمحور حول ثلاثة مجالات رئيسية، الأول هو تحويل أدنوك وجعلها شركة الطاقة العالمية الأكثر تقدمًا، والثاني هو العمل على إزالة الكربون من “أدنوك” وتعزيز قدرات الشركة كي تصبح شركة الطاقة الأقل كثافة من حيث الكربون.
وأوضح أن المجال الثالث هو تحصين أدنوك للمستقبل من خلال اعتماد أفضل الحلول والتكنولوجيا منخفضة الكربون وأكثرها تقدمًا، بما في ذلك اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر عمليات الشركة.
وأوضح الدكتور سلطان الجابر: “من المهم أن يدرك جميع المشاركين في هذا المجال أن الذكاء الاصطناعي لا يعمل على تسريع التغيير فحسب، بل يحدد في الواقع وتيرة هذا التغيير، أعتقد أنه إذا قمنا بدمج قطاعي الذكاء الاصطناعي والطاقة بشكل أكثر فعالية فيمكننا تقليل الانبعاثات بينما نضمن الاستدامة والازدهار من خلال تعزيز القيمة الاجتماعية والاقتصادية في كل مكان”.
وأشار إلى وجود ثلاثة اتجاهات كبرى ستشكل مستقبل البشرية على مدى السنوات العشر القادمة، الأول هو النمو التحويلي للذكاء الاصطناعي، والثاني هو الطريقة التي تتم بها تنفيذ آليات تحول الطاقة، والثالث هو صعود الأسواق الناشئة وأهمية إشراك الجنوب العالمي.
الإمارات والطاقة المتجددة
خلال الحوار، الذي انعقد على هامش مشاركته في قمة “مايكروسوفت” للرؤساء التنفيذيين بالعاصمة الأميركية واشنطن، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر إن دولة الإمارات لديها حاليا أكبر ثلاث محطات للطاقة الشمسية في العالم.
وأضاف: “نحن فخورون جدًا بهذا الإنجاز. هذه الرحلة بدأت في عام 2006 عندما اتخذت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة قراراً جريئاً بإطلاق برنامج جديد للتنمية الاقتصادية مخصص بالكامل للاستدامة والطاقة المتجددة”.
وأوضح أن الإمارات أطلقت آنذاك شركة “مصدر”، وهي “الشركة التي استطاعت أن تصبح، خلال فترة زمنية قصيرة جداً، أكبر مستثمر في الطاقة المتجددة في العالم”، بحسب تعبيره.
وأشار الدكتور سلطان الجابر إلى أن “مصدر” تدير اليوم نحو 26 ألف ميغاواط من الأصول التشغيلية، مؤكدا على مواصلة التوسع في هذا المسار بهدف بناء محفظة قيمتها 100 غيغاواط من الطاقة الخضراء من جميع مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: “توجد شركة مصدر بالفعل في أكثر من 40 دولة، ونحن نواصل الاستثمار في جميع أنحاء العالم في جميع مصادر الطاقة المتجددة، والسبب وراء تمكننا من القيام بذلك هو ببساطة أننا نفهم ديناميكيات الطاقة، ونعلم أن الطاقة المتجددة ستستمر في حيازة حصة متزايدة في أسواق الطاقة العالمية”.
وتابع: “بسبب اهتمامنا وعزمنا الحقيقي على الاستمرار في لعب دور عالمي مسؤول وموثوق كمورد عالمي للطاقة، فإننا نستثمر في مصادر الطاقة المتجددة ونواصل توسيع رأس المال ونطاق الوجود للمساعدة في تطوير التكنولوجيا وخفض تكلفتها وتعزيز كفاءتها”.