أكد محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري أهمية الحد من الانبعاثات الكربونية، ولكنه دعا لـ”توخي الحذر واتخاذ إجراءات متوازنة وحصيفة” في التحول التدريجي لمصادر أخرى غير الوقود الأحفوري، “أخذاً بالاعتبار الأولويات الاقتصادية للاقتصادات النامية”.
اقرأ أيضًا:
“جابكو” تستثمر 226 مليون دولار في حفر 5 آبار ضمن تحالف من ثلاث شركات
وأضاف محافظ المركزي السعودي، على هامش الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين التي ترأسها البرازيل هذه السنة.
وأشار محافظ البنك المركزي السعوي، إلى تسجيل استهلاك الوقود، وانبعاثات الكربون، أرقاماً قياسية العام الماضي، على رغم تنامي مصادر الطاقة المتجددة.
نمو غير كافٍ
رغم النمو في الطاقة المتجددة خلال السنوات الماضية، إلا أنها لا تزال غير كافية للاعتماد عليها بديلاً للنفط أو الوقود الأحفوري بشكل عام، خصوصاً في ظل ارتفاع الطلب على الوقود الأحفوري والتوقعات باستمرار هذا الارتفاع في السنوات المقبلة.
في أبريل الماضي، أشار تقرير صادر عن شبكة “سياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين”، أو “رين 21″ (REN21)، إلى أن العالم شهد عاماً آخر من النمو القياسي في قطاع الطاقة المتجددة، غير أن الطلب على الطاقة يتزايد في الوقت نفسه، ولم تكن وتيرة تبني وانتشار الطاقة المتجددة كافية للحاق بارتفاع الطلب”.
سجلت السعة الإنتاجية لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة عالمياً مستوى قياسياً بلغ 473 غيغاواط في العام الماضي، بزيادة بلغت 36% عن عام 2022 وسط استمرار النمو في القطاع، وفق تقرير “رين 21”. وإجمالاً، اتجه ما يزيد على 600 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة إلى قطاع الكهرباء والوقود من مصادر متجددة في عام 2023.
غير أن الاستثمار يجب أن يبلغ 1.3 تريليون دولار تقريباً في كل عام حتى نهاية العقد الحالي، إذا أراد العالم السيطرة على الاحترار العالمي وكبحه، وفقاً للتقرير.
والأكثر من ذلك أن الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة لا تُوزع بالتساوي، ذلك أن الأسواق النامية الأكثر احتياجاً لا تستفيد منها إلى حد كبير. فوفقاً لشبكة “رين 21″، تركزت 43% من الاستثمارات النظيفة في العام الماضي في الصين، و20% في أوروبا و15% في الولايات المتحدة، وفي مقابل ذلك اتجه أقل من 4% إلى أفريقيا والشرق الأوسط.
تحديات تواجه الطاقة المتجددة
تواجه عملية التحول نحو الطاقة الخضراء تحديات أيضاً على مستوى العالم، في مقدمتها عدم وضوح السياسات وغياب الحوافز ومستلزمات الإنتاج والتطوير، وفق تصريحات سابقة لوزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
وطالب وزير الطاقة السعودي خلال جلسة ضمن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في الرياض في أبريل الماضي، بوضع ضوابط وحوافز للتحول إلى الطاقة النظيفة.
وفي نفس الجلسة، قال وزير الطاقة السعودي، إن العالم يحتاج إلى المزيد من الطاقة، لمواجهة الزيادة المتوقعة في عدد السكان”، مشيراً إلى أن 60% من سكان العالم لا يمتلكون مصادر الطاقة المناسبة والصحيحة.
واختتم حديثه قائلاً: “النهج الجاد هو أننا جميعاً بحاجة إلى كل أنواع الطاقة وسيظل استخدامها في المستقبل، فيجب أن نترك الخيار للناس، مع العمل بجد على مجابهة التغير المناخي”.
بدوره، أشار رئيس “أرامكو” أمين الناصر في مارس الماضي، إلى أن استراتيجية التحول العالمي في مجال الطاقة “تفشل بشكل واضح” على معظم الجبهات، داعياً إلى وضع مسار جديد واقعي وعملي لتحوّل الطاقة يشمل النفط والغاز ومصادر الطاقة الجديدة.
وأشار الناصر، في كلمة له خلال خلال مؤتمر “أسبوع سيرا 2024” الذي استضافته مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأميركية، إلى أن المؤيدين لاستراتيجية التحول الطاقي الحالية يتجاهلون التأثيرات على المستهلكين الذين يعتمدون على الوقود الرخيص والموثوق، مضيفاً أنها “تؤثر بشكل سلبي ومتزايد على الأغلبية، ولا ينحصر تأثيرها على أقلية صغيرة”، معتبراً أن أصوات المستهلكين المتضررين حول العالم تعلو.
وتابع أن أزمة “الطاقة الأخيرة ذكّرت المهتمين بالتحول بأن استمرار الإمدادات الموثوقة غير مضمون؛ ومن المؤسف أن استراتيجية التحول الراهنة تتجاهل هذه الرسائل من المستهلكين، وتركّز بشكل شبه حصري على استبدال المواد الهيدروكربونية بالبدائل، وتحديداً على أنواع مصادر الطاقة الجديدة، أكثر من التركيز على خفض الانبعاثات الكربونية”.
اقرأ أيضًا:
الطلب على النفط
في تقريرها الأخير الصادر في يوليو، أبقت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” على توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعام الحالي من دون تغيير عند 2.2 مليون برميل يومياً، للشهر الخامس على التوالي.
من جهتها، قالت وكالة الطاقة الدولية في توقعاتها السنوية على المدى المتوسط، إن الاستهلاك العالمي من النفط سيستمر في الزيادة لعدة سنوات، مرتفعاً بنحو 4 ملايين برميل يومياً بحلول نهاية العقد، بفضل النمو الاقتصادي في الهند والصين، والاستخدام المتزايد من قبل صناعات الطيران والبتروكيماويات.