شهدت أسواق الذهب المحلية في مصر غلق محال بعض تجار الذهب الخام والقبض على آخرين، نتيجة التلاعب في الأسعار.
وقال سعيد إمبابي المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن الأزمة الحالية تعد من أعنف وأقوى الأزمات التي تتعرض لها سوق الذهب بفعل توقف حركة البيع والشراء في العديد من المحال لأجل غير مسمى -على حد تعبيره- في بيان صادر اليوم الأحد.
وأضاف أن مشكلات سوق الذهب بمصر تتراكم دون وضع حلول جذرية لها، والتي حذّرت منها آي صاغة” مرراً وتكراراً، للتنبه إلى حجم الكارثة، حيث تصدت المنصة أكثر من مرة للتلاعب في التسعير، معلنة وقف الأسعار عبر منصاتها الرسمية، في ظل خروج البعض للدفاع والإدلاء بتصريحات عبر وسائل الإعلام، بأن حركة السوق طبيعية، وارتفاع الأسعار بفعل العرض والطلب.
وأضاف أن التراخي في التعامل مع الأزمة هو الذي دفع السوق لواحدة من أكبر الأزمات في تاريخه، نتيجة التعتيم المتعمد.
وأشار إمبابي إلى أن بعض كبار تجار الذهب الخام استغلوا آلية العرض والطلب للتلاعب في الأسعار، دون إصدار بيانات حقيقية تكشف حجم المخزون المحلي من الذهب الخام، لا سيما بعد وقف الاستيراد، مثلما تفعل البنوك الآن وتعلن حجم أموال الموعين في الشهادات.
وتابع “أن الدفاع عن هذه الممارسات الخاطئة خلال الفترات الماضية أدّى إلى تكرارها وبصورة فجة حتى قعت الكارثة التي حذرنا منها وأغلق سوق الذهب ووقف التعاملات وتعطل مصالح التجار والمواطنين”.
وأوضح أن تأثير تداعيات أزمة غلق السوق ووقف التعاملات كبيرة على قطاع يضم آلاف من العمالة غير المنتظمة بالورش والمنشآت الصغيرة، والتي تتقاضى رواتبها بصورة أسبوعية، الأمر الذي يضر بآلاف الأسر في ظل أزمة اقتصادية طاحنة.
وأضاف أن وقف سوق الذهب يمثل أيضاً إهداراً لقطاع اقتصادي كبير يسهم في تعظيم المشروعات الاقتصادية ويعظم موارد الدولة في ظل السعي لجذب الاستثمارات الخارجية، وتعزيز حجم صادرات مصر من المشغولات الذهبية في إطار خطة الدولة للوصول بحجم الصادرات لنحو 100 مليار دولار سنوياً.
ولفت إلى أن وقف التعاملات سيؤدي بالتبعية لتقليص حجم الصادرات ويعوق الشركات المحلية من التعاقد مع مماثلين بالأسواق الخارجية بفعل الدعاية السلبية للتلاعب في الأسعار بالسوق المحلي.
وأكد ضرورة تكاتف الجميع للخروج من الأزمة الحالية وإعلاء مصلحة السوق والحفاظ على مقدرات الوطن ومعاقبة المخالفين.