استوردت مصر خلال أغسطس الماضي كميات قياسية من القمح بلغت 1.27 مليون طن، في أعلى مستوى شهري منذ بداية العام، وفقاً لبيانات رسمية اطلعت عليها “العربية Business”.
اقرأ أيضًا:
وجاءت الزيادة مدفوعة باستمرار تراجع الأسعار العالمية، خاصة من السوق الروسية التي تشهد وفرة في المعروض وانخفاضاً غير مسبوق في رسوم التصدير.
وأظهرت البيانات أن القطاع الخاص استحوذ على الحصة الأكبر من واردات الشهر الماضي، بنحو 970 ألف طن مثلت ما نسبته 76% من إجمالي الكميات، واستوردت الجهات الحكومية نحو 300 ألف طن فقط.
وبلغ إجمالي واردات القمح إلى مصر خلال أول 8 أشهر من العام الجاري نحو 6.77 مليون طن مقابل نحو 9.2 مليون طن في الفترة المماثلة من العام الماضي، بتراجع بلغت نسبته 26.4% رغم الارتفاع الكبير في أغسطس، بحسب البيانات.
وبشكل عام، تستهلك مصر سنويا ما يقرب من 20 مليون طن من القمح لتلبية احتياجات منظومة الخبز المدعوم بما يصل إلى 10 ملايين طن، بالإضافة إلى واردات القطاع الخاص لتلبية احتياجات قطاعات المخابز والصناعات الغذائية وصادرات الدقيق.
الأسعار العالمية تدعم زيادة الواردات
قال الرئيس التنفيذي للشركة المصرية الاسترالية للوكالة التجارية، علي رمضان لـ”العربية Business”، إن أغلب الواردات المصرية من القمح تأتي من السوق الروسية، التي تشهد زيادة واضحة في معروض القمح لديها خلال الفترة الأخيرة.
أوضح أن زيادة المعروض دفعت روسيا لتخفيض رسوم التصدير قبل 8 أسابيع لتصريف أكبر كمية ممكنة عبر الصادرات، وهو ما شجع القطاع الخاص المصري على زيادة واردته خلال الأسابيع الأخيرة.
وخفضت روسيا رسوم تصدير القمح مطلع يوليو الماضي إلى (صفر) مقابل 70 سنتا، وذلك للمرة الأولى منذ بدأت العمل بها في يونيو من العام 2021.
وتراجعت أسعار القمح الروسي بحلول سبتمبر الجاري إلى أقل مستوى لها منذ بداية العام عند 230 دولارا للطن، منخفضة من أعلى مستوى سجلته خلال العام في أبريل الماضي عند 254 دولارا للطن بهبوط تجاوزت نسبته 9%.
مصر والقمح الروسي
تعتمد مصر على روسيا في تلبية أغلب احتياجاتها السنوية من واردات القمح، بالإضافة إلى مجموعة أسواق أخرى أبرزها أوكرانيا ورومانيا.
وخلال أول ثمانية أشهر من العام الجاري تجاوزت واردات مصر من القمح الروسي 3.9 مليون طن مثلت نحو 57.6% من إجمالي واردات الفترة.
اقرأ أيضًا:
مصر تدرس فرض رسوم وقائية على واردات الصلب المدرفل لمدة 200 يوم
وتأتي هذه الكميات متراجعة بنحو 40% مقارنة بإجمالي واردات أول ثمانية أشهر من العام الماضي، والتي تجاوزت وقتها 6.6 مليون طن، بحسب البيانات.
وقال رئيس “شركة فينوس إنترناشيونال” لاستيراد القمح، محمد عبد الفضيل، إن القطاع الخاص يستورد كميات أكبر من القمح خلال الفترة الأخيرة للاستفادة من أوضاع السوق العالمية وتوفير كميات أكبر محليا، وهو ما يخدم الصناعة المحلية على كافة المستويات.