أكد أمين عام منظمة أوبك، هيثم الغيص، أن النفط لا يزال يشكل نحو 30% من مزيج الطاقة العالمي، ما يعكس الحاجة الملحة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في هذه الصناعة الحيوية لضمان أمن الطاقة العالمي في المستقبل.
اقرأ أيضًا:
وقال الغيص في مقابلة مع “العربية Business”: “بيّنا اليوم خلال لقاء بعدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي أهمية أن تكون هناك استثمارات تُقدّر بنحو 18.2 تريليون دولار أميركي من الآن وحتى عام 2050، أي ما يعادل 700 مليار دولار سنويا، تُخصص لعمليات الاستكشاف، الحفر، الإنتاج، الطاقة التكريرية، صناعة البتروكيماويات، وسلسلة الإمداد اللوجستية المتكاملة لصناعة النفط.”
وشدد الغيص على أن الحفاظ على هذه الاستثمارات يمثل أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن منظمة أوبك تسعى من خلال مشاركاتها ومداخلاتها إلى توعية صناع القرار والسياسيين حول العالم بأهمية الاستثمار في النفط، والابتعاد عن السياسات التي تستهدف هذه السلعة الاستراتيجية.
وأضاف: “النفط سلعة متغلغلة في جميع الصناعات، من الطائرات والسيارات إلى الشاحنات والبنية التحتية، وبالتالي لا يمكن تجاهل دوره المحوري في الاقتصاد العالمي.”
الطلب على النفط سيواصل الارتفاع
وبشأن مستقبل الطلب على النفط، أوضح الغيص أن العالم يشهد تغيرات ديموغرافية واقتصادية ضخمة، أبرزها زيادة سكانية تُقدّر بنحو ملياري نسمة حتى عام 2050، مدفوعة بارتفاع معدلات التمدن وبناء مدن جديدة، خاصة في الدول النامية في آسيا، إفريقيا، الشرق الأوسط، وأميركا الجنوبية.
وتابع: “من الآن وحتى عام 2030، سينتقل نحو نصف مليار نسمة إلى مدن جديدة، ما يعني أن حجم الاقتصاد العالمي سيتضاعف، وسيرافق ذلك زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة.”
اقرأ أيضًا:
مصر تتفق على شراء كهرباء نظيفة من تحالف “مصدر-إنفينيتي-حسن علام”
وبحسب تقديرات منظمة أوبك، فإن العالم سيحتاج إلى زيادة قدرها 23% في إجمالي الطاقة، وسيصل الطلب على النفط إلى نحو 123 مليون برميل يوميا بحلول عام 2050، مقارنة بالمستويات الحالية.
وأكد الغيص على أن النفط سيظل عنصرا أساسيا في مزيج الطاقة العالمي، وأن الاستثمار فيه ليس خيارا، بل ضرورة لضمان استقرار الأسواق وتلبية احتياجات النمو السكاني والاقتصادي.














