قال رئيس حلول الاستدامة لدى “KPMG” الشرق الأوسط، فادي الشهابي، إن دول الخليج والشرق الأوسط سبقت المستهدفات المقررة لإنتاج الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مشيراً إلى أن مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ “قمة كوب 30” التي ستعقد هذا العام في البرازيل تأتي بعد مرور 10 سنوات على اتفاقية باريس للمناخ، وتوقع أن تكون هذه القمة إيجابية وتتيح مجالاً لمعرفة الوضع الراهن والأهداف التي يمكن تحقيقها وتعطي فرصة أفضل للمستثمرين وصناع القرار للتعرف على آليات الاستثمار المطلوبة.
اقرأ أيضًا:
أفاد في مقابلة مع “العربية Business” أن السنوات العشر الماضية شهدت تطورات مهمة على مستوى وضع سياسات الطاقة، وتوسع كبير في أدوات التمويل الأخضر مثل السندات الخضراء، ونمو متسارع في مشاريع الطاقة المتجددة.
أوضح الشهابي أن العالم يمر بمرحلة تحول في الطاقة وليس استبدالها بالكامل، فالوقود الأحفوري كان وسيبقى جزءاً أساسيا من مزيج الطاقة العالمي خلال العقود المقبلة، لأن الوقود الأحفوري ما زال يحظى بتكلفة منخفضة نسبيًا – إذ يتراوح سعر البرميل حالياً حول 60 دولاراً – وهذا يجعل الانتقال الكامل إلى الطاقة المتجددة أمراً غير ممكن في الظروف الحالية. لكن في المقابل توجد قفزات في كفاءة الطاقة المتجددة وانخفاض تكاليف إنتاجها.
وتابع أن الحديث عن إنتاج الطاقة المتجددة كان يدور حول 4600 غيغاواط والطموح أن يصل إلى ما بين 9.5 ألف و 10 آلاف غيغاواط خلال عام 2030، نتيجة انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة.
وأضاف أن أحد أبرز التحديات أمام التوسع في الطاقة المتجددة يتمثل في قدرات تخزين الطاقة، وهذه التقنية ما زالت في طور التطوير وتتطلب بنية تحتية إضافية واستثمارات ضخمة.
ذكر أن غياب الولايات المتحدة عن بعض قمم المناخ السابقة وصعود اليمين السياسي في أوروبا أثرا على وتيرة الالتزامات البيئية، مؤكداً أن ما يحدث اليوم هو عودة إلى الواقعية.
وقال إن الاتحاد الأوروبي بدأ بمراجعة سياساته البيئية الصارمة، مثل تشريعات الكربون والحوكمة المستدامة، لأن الأسواق تحتاج إلى توازن بين الطموح البيئي والجدوى الاقتصادية. هذا التحول إيجابي، لأنه يعيد الثقة للمستثمرين ويشجع على ضخ التمويلات في مشاريع الطاقة النظيفة.
وأضاف أن وضوح الرؤية التشريعية أصبح اليوم عنصراً رئيسياً لجذب الاستثمارات، موضحاً أن حجم الاستثمارات العالمية السنوية في الطاقة المتجددة يبلغ حالياً نحو تريليوني دولار، لكن المطلوب مضاعفتها إلى 4.5 تريليون دولار سنوياً لتحقيق مستهدفات المناخ.
وأكد الشهابي أن دول الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي تسير بوتيرة أسرع من المستهدفات الموضوعة، حيث تجاوزت نسبة 23% من الخطط المقررة لإنتاج الطاقة المتجددة قبل عام 2030.
اقرأ أيضًا:
رئيس الوزراء: استثمارات قطرية بـ29.7 مليار دولار لتطوير “علم الروم”ومصر تواصل جذب الاستثمارات الكبرى
وقال إن دول الخليج رغم أنها من كبار منتجي الطاقة التقليدية، إلا أنها قطعت خطوات متقدمة في التحول الطاقي. وفي السعودية مثلاً، تجاوز إنتاج الطاقة المتجددة 6.5 غيغاوط وارتفعت مساهمة القطاع في مزيج إنتاج الكهرباء من 1% إلى أكثر من 5% خلال سنوات قليلة، مع هدف للوصول إلى 10% بحلول 2030 إلى جانب بدء الاستثمار في تقنيات تخزين الطاقة رغم ارتفاع تكلفتها الحالية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة أقرت قانوناً لمواجهة التغيير المناخي.














