ألقت اتش سي لتداول الأوراق المالية والسندات الضوء مؤخرا على القطاع الصناعي المصري من خلال تقييم شركة سيدي كرير للبتروكيماويات “سيدبيك” حيث ركزت في دراستها على مشروعاتها الاستراتيجية الجديدة وتأثيرها على أداء الشركة.
اقرأ أيضا:
الرقابة المالية تصدر ضوابط الترخيص واستمراره للوظائف الرئيسية بشركات الأوراق المالية
صرحت نسرين ممدوح، محلل القطاع الصناعي بشركة اتش سي قائلة: ” قد يؤدي اختلال توازن العرض والطلب وضبابية الرؤية فيما يتعلق بالتوترات الجيوسياسية الحالية وأسعار المواد الخام – إلى تذبذب هوامش ربحية منتجات البولي إيثيلين على مستوى العالم.
توقعات بنمو الناتج المحلي عالمياً نسبة 3.1% في 2024
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يحقق نمو الناتج المحلي الإجمالي عالمياً نسبة 3.1% في عام 2024، مما سوف يلقي بظلاله على حجم الطلب على البتروكيماويات على أن يبدأ في التعافي مع بداية 2025 بالتزامن مع تعافي نمو الناتج المحلي الإجمالي عالمياً.
وتري ممدوح أن زيادات القدرات الانتاجية للبولي إيثيلين، خاصة في الصين والولايات المتحدة الأمريكية، يمكن أن يشكل ضغطا على الأسعار إذا لم يتعافى الطلب العالمي بشكل متزامن، مما قد يدفع المنتجين إلى تحفيض معدلات التشغيل ومع ذلك، أدت التوترات الجيوسياسية في غزة وأوكرانيا والقيود المفروضة على قناة بنما إلى إحداث توترات بسلاسل التوريد وزيادة تكاليف الشحن والتأمين، مما فرض ضغوطًا تصاعدية على أسعار تصدير البولي إيثيلين العالمية.
وفيما يتعلق بأسعار المواد الخام لوحدات تكسير النفتا والإيثان، على الرغم من كون العقود الآجلة للنفط والنافتا تظهر اتجاه تراجعي مما يدل على انخفاض أسعار المواد الخام في المستقبل، إلا أن ظروف عدم اليقين بسبب التوترات الجيوسياسية تجعل أسعار العقود الآجلة قابلة لزيادة أسعارها في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي واحدة من منتجي ومصدري البولي إيثيلين الأقل تكلفة عالميا.
وتشير عقود الغاز الطبيعي والإيثان الآجلة إلى تصاعد الأسعار خلال السنوات القادمة، مما يعني انخفاضًا في نسبة النفط إلى الغاز كمؤشر لتميز التكلفة النسبي بين منتجي البولي أيثيلين وتحول تدريجي في ميزة تكلفة الانتاج النسبية للبولي أيثيلين المعتمد علي الايثان بالمقارنة بمثيله المعتمد علي النافتا مما يؤدي الي التقارب في اسعار التصدير من تلك المناطق الي أوروبا، بحسب محلل القطاع الصناعي بشركة اتش سي.
وتتوقع ممدوح أن تعكس أسعار البولي إيثيلين العالمية اتجاهها وترتفع في عام 2024 بعدما اتخذت مسارا تصحيحيا في عام 2023 انخفاضا من ذروتها في عام 2022.
وتابعت: “بالرغم من تمرير ارتفاع التكاليف إلى حد كبير إلى الأسعار النهائية حتى الآن، فإننا نعتقد أنه إذا استمرت التوترات الجيوسياسية، فإن اختلال توازن العرض والطلب سيؤدي في النهاية إلى الحد من استجابة الأسعار لزيادة التكاليف، مما يضغط بدوره على هوامش الربح العالمية للبولي إيثيلين.”
وأضافت نسرين محلل القطاع الصناعي بشركة اتش سي: ” يدعم موقف سيدبيك القوي في القطاع وتمتعها بتميز نسبي فيما يخص التكاليف نشاطها وربحيتها: تحظى الشركة بمكانة جيدة في السوق وذلك بفضل حصتها السوقية المحلية الجيدة، مما اتاح لها الاستفادة من التسعير المحلي الأعلى بالمقارنة بأسعار التصدير، خاصة عندما عرقل نقص توفر العملات الأجنبية واردات البولي إيثيلين إلى مصر.”
وأضافت استفادت شركة سيدبك من صافي تعرضها الإيجابي للنقد الاجنبي وهيكل تكاليفها الذي يعتمد بشكل أساسي على الجنيه المصري، وذلك من خلال استيراد أنواع من البوليمرات (البولي بروبلين، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة، والبولي كلوريد الفينيل، والبولي إيثيلين 100) وبيعها في السوق المحلية من خلال وحدتها التجارية.
وأشارت محلل القطاع الصناعي بشركة اتش سي، إلى أن تطبيق معادلة تسعير المواد الخام في الربع الرابع من عام 2022 – والتي ربطتها بمؤشر سعري للبولي ايثيلين قد ساعد سيدبيك على تحوط هامش ربحها ضد التقلبات السعرية المعاكسة للمواد الخام والأسعار النهائية، مما أدى إلى تحقيق أرباح متسقة.
وتوقعت ممدوح، تراجع تدريجي في زيادات السعر المحلي بالتوازي مع الحل التدريجي لمشكلة توفير النقد الأجنبي في مصر واستئناف واردات البولي إيثيلين، فيما تتوقع استمرار تطبيق معادلة تسعير المواد الخام، ونمو إيرادات سيدبيك بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.6٪ تقريبا خلال فترة دراسة الشركة أي خلال 2024-2028، مدفوعا بشكل رئيسي بارتفاع الأسعار المقومة بالجنيه المصري نتيجة لانخفاض قيمة العملة، على الرغم من التراجع التدريجي في المتوسط المرجح للأسعار المحلية والتصدير للبولي إيثلين المقومة بالدولار الأمريكي.
اقرأ أيضا:
البيئة: نتطلع لإنشاء صندوق للطبيعة ووضع حزمة من المشروعات بالشراكة مع القطاع الخاص
توقعات بنمو تكلفة البضاعة المباعة 7.9%
وتري ممدوح أن تكلفة البضاعة المباعة ستنمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 7.9٪ تقريبا، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يؤدي إلى متوسط هامش الأرباح ما قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك يبلغ 24% تقريبا خلال فترة توقعاتنا. نتوقع أن ينمو صافي الأرباح بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.7٪ تقريبا خلال فترة توقعاتنا.”
واختتمت نسرين تحليلها قائلة:” قد تشكل الاستفادة من المشاريع الجديدة والاستحواذ على الشركة المصرية لانتاج الايثيلين و مشتقاته (إيثيدكو) إلي رفع توقعاتنا لأداء الشركة: وفقًا لرأينا، فإن استحواذ سيدبيك الكامل على شركتها التابعة إيثيدكو المملوكة لها بنسبة 20٪ من خلال مبادلة الأسهم ينطوي علي وفورات في التشغيل والتكاليف.
وفي يوليو 2023، قدر المستشار المالي المستقل قيمة إيثيدكو بمبلغ 1.09 مليار دولار أمريكي أو 78.3 دولار أمريكي للسهم (مقسمة على 13.9 مليون سهم)، باحتساب سعر صرف قدره 30.9 جنيه مصري / دولار أمريكي، مما أدى إلى قيمة إجمالية قدرها 33.5 مليار جنيه مصري. كما قام (IFA) بتقييم سيدبيك بمبلغ 23.1 مليار جنيه مصري أو 30.6 جنيه مصري للسهم (مقسمة على 756 مليون سهم)، مما يشير إلى نسبة مبادلة قدرها 1.45: 1، وبموجبها ستصدر سيدبيك 877 مليون سهم لصالح مساهمي ايثيدكو كجزء من عملية زيادة رأسمال الشركة مقابل الاستحواذ على الـ 80٪ المتبقية من ايثيدكو.
واستند تقدير القيمة من قبل الـ IFA على ميزانية للسنة المالية ٢٠٢٢ للشركتين. ومع ذلك، كان إتمام الصفقة معلقًا على استحواذ شركة ألفا أونيكس المحدودة، التابعة لشركة أبوظبي القابضة، على حصة 30٪ في شركة إيثيدكو، مما أدى إلى تأخير الصفقة، مع عدم وجود رؤية واضحة بشأن وقت التنفيذ، خاصة بالنظر إلى عدم استقرار سعر الصرف.
وتري ممدوح، أن استئناف المحادثات سيتطلب إعادة تقييم نسبة المبادلة لأخذ التطورات الأخيرة وموقف السنة المالية ٢٠٢٣ للشركتين بعين الاعتبار. في الوقت نفسه، تدرس سيدبيك تنفيذ مشاريع متنوعة. وقد خصصت ميزانية استثمارية بقيمة 57 مليون دولار أمريكي في عام 2024، تتضمن المساهمة بحصة 7.5٪ في الشركة المصرية للبيوثانول (EBIOL)، و 5 مليون دولار أمريكي في شركة أسطوانات الغاز المصرية (INCO) لتصدير البيواثانول وأسطوانات الغاز. علاوة على ذلك، تتقدم الشركة حاليًا بعرض لتأسيس محطة كهرباء لشركة EBIOL، ويساهم ذلك المشروع في تعزيز عائداتها بالعملات الأجنبية.
وأشارت إلى أنه تم تأمين تقنية لإنشاء وحدة انتاج البخار والكهرباء لإنتاج الكهرباء، مما يؤدي إلى توفير جزئي في الكهرباء.
ووقعت سيدبيك مذكرة تفاهم لإنشاء وحدة إنتاج للميثان، باستخدام مواردها المتوفرة من ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين وأرض مملوكة للشركة.
وسيعمل إنتاج الميثان داخليًا كوقود للغلايات مما يخفض من تكلفة الحصول عليه من مصدر خارجي. كما تخطط الشركة لإنشاء منشأة دائمة لاستيراد الإيثان من الولايات المتحدة بحلول عام 2026، بالشراكة مع إيثيدكو وجاسكو وشركة خاصة متخصصة بإجمالي كمية تقدرب 600,000 طن / سنة من الإيثان، حيث ستكون حصتها حوالي 144,000 طن / سنة.
وستتيح المواد الخام الوفيرة لسيدبيك التوسع في إنتاجها، وتقدر التكلفة الإضافية للاستيراد بمبلغ 100-150 دولار أمريكي / طن إضافي من الإيثان، بما يعادل 2.3-3.4 دولار أمريكي / مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقًا لحسابات اتش سي.