تمكن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري من اجتذاب شهية الاستثمارات العربية على مدار أكثر من قرن، إذ حصل موقع استدامة نيوز على قيم رأس المال المصدر للشركات العربية العاملة في القطاع والتي تخطت 6 مليار دولار حتى شهر يونيو الماضي.
وأظهرت البيانات التي حصل عليها موقع استدامة، تصدر شركات دولتي الإمارات والسعودية قائمة الدول العربية المستثمرة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، ليستحوذان وحدهما على 93% من إجمالي استثمارات العرب.
وفي ظل الطفرة التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبحت الهجمات السيبرانية تمثل تهديدًا خطيرًا لكل القطاعات الاستثمارية والخدمية، دون استثناء، ولم يسلم من هذه المخاطر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي يُعد العصب الرئيسي للتحول الرقمي العالمي.
ومع تصاعد حجم الاعتماد على التكنولوجيا والبيانات الرقمية، برزت الحاجة الملحة إلى تطوير أنظمة الأمن السيبراني وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التهديدات المتزايدة والمتطورة.
وفي مواجهة هذا الواقع الجديد، سارعت المؤسسات الكبرى حول العالم، سواء كانت حكومية أو خاصة، إلى إنشاء إدارات متخصصة للأمن السيبراني ضمن هيكلها التنظيمي، لضمان حماية أصولها الرقمية والحفاظ على سمعتها وثقة عملائها، كما أن تعزيز الأمن السيبراني لم يعد خيارًا ترفيهيًا، بل أصبح ضرورة حتمية لضمان استمرارية الأعمال وصون الاستثمارات، خاصة في القطاعات الحيوية التي تعتمد بشكل جوهري على تكنولوجيا المعلومات.
وكشف الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن توافر العديد من الفرص الاستثمارية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل على جذب المستثمرين العرب.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت في تصريح خاص مقتضب لموقع استدامة أن خدمات التعهيد يأتي في مقدمة المجالات التي تعمل عليها الوزارة لجذب الاستثمارات العربية.
وكان الدكتور عمرو طلعت، قد أكد على هامش افتتاح الدورة السابعة من قمة fdc، أن العالم يتجه حاليا إلى المجتمعات الرقمية بشكل متسارع، ما يحتم على الجميع ضرورة المضي قدما نحو تحقيق أعلي معدلات التكنولوجيا الحديثة والاعتماد عليها لأنها ضرورة حتمية، ومن يتخلف عن هذا فسيتخلف عن ركب الحضارة الجديدة.
وأوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الهجمات السيبرانية أحدثت العديد من الاخطار خاصة مع المستحدثات في مجال التكنولوجيا كالحوسبة الكمية والبنوك والشركات وسلاسل الكتل أو ما يعرف بـ«البلوك تشين»، إذ تعد الأخيرة إحدى أهم وأحدث القطاعات التي يتطلع العديد من الاستفادة من متطلعاتها وإيجابياتها.
“الأمم المتحدة الإنمائي”: سنشهد ظهور تكنولوجيات جديدة تفتح مجالات ضخمة للاستثمار.. ومصر تمتلك بنية تحتية جيدة للغاية
وأكد مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر الدكتور محمد بيومي، أن الفترة المقبلة ستشهد ظهور تكنولوجيات جديدة في ظل التنامي المتسارع لهذا الملف، ما يتطلب استعدادات كبيرة لاقتناص الفرص المتاحة.
وأوضح محمد بيومي، في تصريحات خاصة لموقع استدامة، أن التكنولوجيات الجديدة ستفتح مجالات كبيرة وضخمة للاستثمار لتصبح مسألة امتلاك بنية تحتية ضرورة حاسمة لجذب تلك الاستثمارات، ومصر تمتلك بنية تحتية جيدة للغاية.
واقتنصت المملكة العربية السعودية صدارة الدول العربية التي تمتلك شركات عاملة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري بـ983 شركة متوفقة على أقرب 4 دول منافسة لها مجتمعين، إذ تمتلك دول سوريا والأردن والإمارات والسودان عدد شركات 288 و257 و209 و203 على الترتيب.
“المصرف العربي الدولي”: البنوك لجأت لشركات متخصصة تقدم تحديثات فورية لأي مخاطر سيبرانية.. وبيانات القطاع المصرفي الأكثر تهديدًا
من جهته قال محمد جميعي رئيس إدارة الأمن السيبراني بالمصرف العربي الدولي، إن تهديدات ومخاطر الهجمات السيبرانية تواجه كل دول العالم، كما أن كل القطاعات مهددة بالخطر نفسه، إلا أن حجم الخطر نسبي ويختلف من قطاع لآخر.
وأضاف جميعي، في تصريحات خاصة لموقع استدامة نيوز، أن الجميع يرى الهجمات السيبرانية التي يشهدها العالم خلال الفترة القليلة الماضية، سواء استهدفت سرقة الأموال والمعلومات أو الإضرار بدول معينة لأغراض سياسية.
وأمس، أعلن رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات في إيران بهزاد أكبري إحباط بلاده هجومًا إلكترونيًا “كبيرًا” على بنيتها التحتية أمس، قائلًا “تم رصد واحدة من أكثر الهجمات الإلكترونية اتساعًا وتعقيدًا على البنية التحتية للبلاد، وتم اتخاذ إجراءات وقائية”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأكد رئيس إدارة الأمن السيبراني بالمصرف العربي الدولي أن بيانات ومعلومات القطاع المصرفي الأكثر تهديدًا بين كل القطاعات، فلم تكتف البنوك بتشكيل إدارات متخصصة في الأمن السيبراني تعمل على مدار الساعة لتتبع أي محاولات للاختراقات بل ولجأت إلى شركات أمن سيبراني تقدم إرشادات وتحديثات فورية لأي مخاطر متوقعة ومحتملة خلال فترات زمنية معينة.
وأوضح أن البنية التحتية التكنولوجية في مصر ساهمت بشكل كبير في جذب كبار مستثمري العالم وفي القلب منها العرب إلى السوق المحلية، لتصبح جميع الشركات والمؤسسات قادرة على استخدام الأساليب التكنولوجية المتطورة لحماية أنفسها من أي تهديدات سيبرانية.
“الغرف العربية”: قطاع تكنولوجيا المعلومات يشهد منافسة شرسة على اجتذاب شهية المستثمرين العرب
وكشف الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أن الاقتصاد المصري يشهد تحولات كبيرة مدفوعة بزيادة الاستثمارات العربية، التي باتت تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة التنمية الشاملة.
وتوقع الدكتور خالد حنفي، في تصريحات خاصة لموقع استدامة، زيادة الاستثمارات والمنافسة في قطاعات محددة خلال الفترة المقبلة، في ظل الاهتمام العالمي بالتحول نحو الاقتصاد الرقمي والأخضر، لتبرز أهمية تلك الاستثمارات في تشكيل المشهد الاستثماري في مصر.
وأشار أمين عام اتحاد الغرف العربية إلى مساهمة الاستثمارات العربية في تعزيز النمو الاقتصادي ودعم الاقتصاد القومي، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، إضافة إلى جلب الشركات العربية لتكنولوجيات حديثة.
وكشف عن دخول عدد من القطاعات دائرة المنافسة مع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جذب الاستثمارات العربية، مثل القطاع العقاري والتشييد، حيث يعد من أبرز القطاعات التي تستقطب الاستثمارات العربية في مصر.
وأشار إلى أن الاستثمارات العربية في مصر تلعب دورًا حيويًا في تعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتشهد القطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة، والعقارات، والسياحة، منافسة قوية وستظل محط أنظار المستثمرين في السنوات المقبلة، لا سيما في ظل الدعم الحكومي والتوجه نحو تحقيق التنمية المستدامة.