أعلن بنك المشرق، عن نتائجه المالية للنصف الأول من عام 2025، والتي أظهرت أداءً قوياً ومرونة استثنائية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مدعوماً بنمو واسع النطاق في القروض والدخل غير المعتمد على الفوائد، فضلاً عن توسع استراتيجي وتحول رقمي متسارع.
اقرأ أيضًا:
استطلاع رويترز: توقعات بتسارع نمو الاقتصاد المصري إلى 4.6% خلال العام المالي الحالي
وسجل بنك المشرق دخلاً تشغيلياً بقيمة 6.2 مليار درهم إماراتي خلال النصف الأول من العام، ما يعكس متانة نموذج أعماله وتنوع مصادر إيراداته. ونجح البنك في الحفاظ على عائد مرتفع على حقوق المساهمين عند مستوى 20%، فيما حافظ على نسبة تكلفة إلى دخل هي الأفضل في فئتها عند 30%، وذلك بالرغم من استمراره في تنفيذ استثمارات ضخمة في مجالات التحول الرقمي وتعزيز قدراته المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب توسيع حضوره في الأسواق الإقليمية والدولية.
أداء الإيرادات
جاء الأداء القوي للإيرادات مدفوعاً بنمو متنوع وانضباط في التسعير، مع تحقيق مزيج تمويلي رائد. فقد ارتفع الدخل التشغيلي بنسبة كبيرة خلال النصف الأول من 2025 ليصل إلى 6.2 مليار درهم، مدعوماً بنمو سنوي في القروض بنسبة 21%، إلى جانب مساهمات قوية من الاستثمار ومصادر الدخل غير المعتمدة على الفوائد.
ويعكس ذلك قدرة البنك على تحقيق نمو عالي الجودة حتى في ظل انخفاض أسعار الفائدة، مما يبرز كفاءته في إدارة القيمة عبر مختلف الدورات المصرفية.
وسجل صافي دخل الفوائد في الربع الثاني من عام 2025 ارتفاعاً بنسبة 1% على أساس ربع سنوي ليبلغ 2 مليار درهم إماراتي، وهو ما يعكس النجاح في إعادة تسعير الأصول بطريقة منضبطة، رغم الانخفاض التراكمي في أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس منذ عام 2024.
وقد حافظ هامش صافي الفائدة على قوته عند مستوى 3.2%، بفضل التحسن المستمر في جودة محفظة التمويل، وارتفاع نسبة الحسابات الجارية والتوفير إلى 69%، مقارنة بـ62% في نفس الفترة من العام السابق، وهي من بين أعلى النسب على مستوى السوق.
كما ارتفع الدخل غير المعتمد على الفوائد بنسبة 17% على أساس سنوي، مدفوعاً بزيادة دخل الاستثمار بنسبة 55%، ونمو مصادر الإيرادات الأخرى بنسبة 56%. وارتفعت كذلك نسبة البيع المتبادل بواقع 5% لتصل إلى 36%، ما يعكس فعالية استراتيجية المشرق في تعميق علاقاته مع العملاء وتعزيز تعاملاتهم عبر مختلف خطوط الأعمال.
إدارة النفقات
استمر البنك في تنفيذ استثمارات استراتيجية لتعزيز تحولاته الرقمية، واستقطاب الكفاءات العالمية، وتطوير منصاته الموجهة للعملاء في الأسواق الدولية، مع الحفاظ على أعلى كفاءة تشغيلية. فقد ارتفعت النفقات التشغيلية بنسبة 11.5% على أساس سنوي، كنتيجة مباشرة للتوسع الدولي المتواصل للمشرق، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتحسين قنوات التواصل مع العملاء، بما يشمل الاستثمار في منصات الجيل الجديد، والأتمتة، ومبادرات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز كوادر البنك عبر التوظيف النوعي وصقل المهارات عالية التأثير.
ورغم هذه الاستثمارات، حافظ المشرق على نسبة تكلفة إلى دخل عند 30%، وهي من بين الأدنى في القطاع، ما يعكس انضباط البنك في النفقات وقدرته على التوسع مع الحفاظ على الكفاءة التشغيلية والاستدامة المالية.
الأرباح وصافي الدخل
بلغ صافي الأرباح قبل خصم الضرائب 4.1 مليار درهم في النصف الأول من 2025، مدعوماً بالأداء القوي للأنشطة المصرفية الأساسية، والزخم الواضح في خطوط الأعمال المختلفة، بالإضافة إلى استمرار تنفيذ الاستراتيجية الدولية للمصرف في أسواق جديدة شملت تركيا وسلطنة عمان وباكستان.
وفي ظل تطبيق الحد الأدنى العالمي للضريبة بنسبة 15% في دولة الإمارات، بلغ صافي الربح بعد الضريبة 3.5 مليار درهم إماراتي، ما يعكس قدرة المشرق على الحفاظ على هوامش أرباح قوية رغم التأثير الواضح للضرائب الجديدة.
وواصل البنك تحقيق عائد قوي على حقوق المساهمين بلغ 20%، مدعوماً بنموذج تشغيلي منخفض الاعتماد على رأس المال ومصادر متنوعة للإيرادات، فضلاً عن انضباط في إدارة رأس المال.
وتعكس هذه النتائج سجل أرباح متوازناً ومرناً، يؤكد قدرة المشرق على الحفاظ على الربحية بالتزامن مع الاستثمار المستمر في التحول الرقمي والنمو الاستراتيجي في الأسواق المستهدفة.
تصريحات الإدارة
قال عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة بنك المشرق:”شهد النصف الأول من عام 2025 استمراراً للزخم الاستراتيجي للمشرق، مدفوعاً بثقة عملائنا المتزايدة ورؤية واضحة وطويلة الأمد، تهدف إلى قيادة التحول الاقتصادي المستدام في دولة الإمارات والمنطقة.
ورغم حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي، لا تزال دول مجلس التعاون الخليجي نموذجاً للمرونة المالية والحكمة في السياسات الاقتصادية، ويُجسد القطاع المصرفي الإماراتي هذا النموذج بوضوح، مع تجاوز استثماراته الإجمالية 760 مليار درهم بنهاية مارس الماضي.”
اقرأ أيضًا:
البنك العربى الافريقى الدولى يقود إصدار سندات توريق بقيمة 4.7 مليار جنيه لشركة تساهيل
وصرّح أحمد عبد العال، الرئيس التنفيذي لمجموعة المشرق قائلاً:
“تؤكد نتائجنا في النصف الأول من العام الحالي قوة نموذج أعمالنا وانضباطنا في تحقيق نمو مستدام وعالي الجودة. لقد واصلنا الأداء القوي في بيئة مليئة بالتحديات، مدعومين بنشاط العملاء المتنامي وتنوع مصادر الدخل، إلى جانب التزامنا المتواصل بالابتكار وتقديم قيمة مضافة على جميع المستويات.
وتركّز استثماراتنا على تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتوسيع الحضور الرقمي، وتعزيز شراكات استراتيجية تُمكّننا من تقديم تجربة مصرفية رائدة على مستوى الأسواق التي نعمل بها.”
نظرة مستقبلية
يمضي بنك المشرق قدماً في تنفيذ استراتيجيته طويلة الأمد، مع التركيز على الابتكار وتوسيع حضوره في الأسواق ذات الأولوية. ويُمثّل دخوله إلى أسواق مثل تركيا وسلطنة عمان مؤشراً واضحاً على نواياه في تعزيز التوسع الإقليمي من خلال نهج يستند إلى فهم عميق لاحتياجات العملاء.
وبفضل قوة رأسماله والسيولة المتاحة وجودة أصوله العالية، يظل المشرق في موقع متميز يتيح له تحقيق نمو متوازن ومستدام، مع تقديم عوائد مجزية للمساهمين، ومواصلة الاستثمار في المستقبل الرقمي للمؤسسة.
